مع استمرار الفارين الفلسطينيين بعد القصف العنيف وبعد أن دعت إسرائيل إلى إخلاء الأجزاء الشرقية والوسطى من مدينة غزة، سارع العاملون في مستشفيين - مستشفى الأهلي ومستشفى جمعية أصدقاء المريض - إلى إخلاء المرضى وأغلقوا أبوابهم، بحسب ما ذكرت الأمم المتحدة. وقالت نبال فرسخ المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني إن النقاط الطبية الثلاث التي تديرها جمعية الهلال الأحمر في مدينة غزة أغلقت أبوابها.

فيما قالت القوات العسكرية الإسرائيلية إنها أبلغت المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى في مدينة غزة بأنها ليست بحاجة إلى إخلاء المستشفيات. لكن المستشفيات في غزة أغلقت أبوابها في كثير من الأحيان وتنقل المرضى عند أي إشارة إلى احتمال شن عمل عسكري إسرائيلي، خوفًا من الغارات.

قتل المرضى


وخلال الأشهر التسعة الماضية، احتلت القوات الإسرائيلية ثمانية مستشفيات على الأقل، مما تسبب في مقتل المرضى والعاملين الطبيين إلى جانب تدمير هائل للمرافق والمعدات. وزعمت إسرائيل أن حماس تستخدم المستشفيات لأغراض عسكرية، رغم أنها لم تقدم سوى أدلة محدودة.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 13 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل، وحتى الآن تعمل بشكل جزئي.

فيما حذرت حركة حماس من أن الغارات الأخيرة على مدينة غزة قد تؤدي إلى انهيار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

مناقشة المفاوضات

وبدا أن إسرائيل وحماس تضيقان الفجوة بينهما في الأيام الأخيرة، بفضل وساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وقال مكتب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز التقى بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة لمناقشة المفاوضات. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وفدا إسرائيليا يتجه إلى العاصمة المصرية.

ولكن العقبات لا تزال قائمة، حتى بعد أن وافقت حماس على التنازل عن مطلبها الرئيسي بأن تلتزم إسرائيل بإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق. ولا تزال حماس تريد من الوسطاء ضمان انتهاء المفاوضات بوقف دائم لإطلاق النار، وفقاً لمسؤولين مطلعين على المحادثات.

دير البلح

وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة ومخيمات اللاجئين القريبة حاليا عن مقتل 14 شخصا على الأقل، بينهم أربعة أطفال وامرأة، وفقا لمسؤولين في مستشفيي شهداء الأقصى والعودة، حيث تم نقل الضحايا. وأصابت إحدى الغارات مركزا للشرطة في سوق مفتوح في مخيم النصيرات للاجئين، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة عشرين آخرين، نصفهم من النساء والأطفال.

قال الجيش الإسرائيلي إنه حصل على معلومات استخباراتية تفيد بأن مسلحين من حماس وجماعة الجهاد الأصغر حجما يعيدون تنظيم صفوفهم في وسط مدينة غزة. وتتهم إسرائيل حماس ومسلحين آخرين بالاختباء بين المدنيين. وفي حي الشجاعية بمدينة غزة الذي شهد أسابيع من القتال، قال الجيش إنه دمر ستة كيلومترات (3 أميال) من أنفاق حماس.

الهجوم البري

ويأتي القصف الإسرائيلي في مدينة غزة كأحدث هجوم على شمال القطاع.ويمثل الهجوم البري الجديد الذي شنته إسرائيل على أكبر مدينة في غزة أحدث جهودها لمحاربة مسلحي حماس الذين يعيدون تنظيم صفوفهم في المناطق التي قال الجيش في وقت سابق إنه تم تطهيرها إلى حد كبير.

كما تم تدمير جزء كبير من مدينة غزة والمناطق الحضرية المحيطة بها أو تحولت إلى مشهد مدمر بعد تسعة أشهر من القتال. وقد فر الكثير من السكان في وقت سابق من الحرب، ولكن مئات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا في الشمال.

وبينت فرسخ أن العائلات التي أصيب أقاربها أو حوصروا استدعوا سيارات الإسعاف، لكن المسعفين لم يتمكنوا من الوصول إلى معظم المناطق المتضررة بسبب العمليات الإسرائيلية. نزوح السكان

وأدت الحملة الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر، إلى مقتل أو إصابة أكثر من 5 % من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، ودفعت السكان بالكامل تقريبًا إلى النزوح من منازلهم. وقد نزح العديد منهم عدة مرات. ويعيش مئات الآلاف في مخيمات خيام خانقة.



مسودة المفاوضات الحالية:

تقول إن الوسطاء «سيبذلون قصارى جهدهم» لضمان أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

ورفضت إسرائيل أي اتفاق من شأنه أن يجبرها على إنهاء الحرب مع حماس.

واتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بوضع مزيد من العقبات في طريق المفاوضات».