أكدت الأستاذ المساعد بقسم الإتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة مرفت العرضاوي، أن صناعة البودكاست تعد واحدة من الظواهر الإعلامية البارزة في العصر الرقمي الحديث مع تزايد عدد المستمعين حول العالم وتنوع الموضوعات المتاحة موضحة بأن البودكاست أصبح وسيلة فعالة لنقل الأفكار والمعلومات بطرق مبتكرة وسهلة الوصول، حيث أصبح خياراً مفضلاً للكثيرين في الوقت الحالي.

جاء ذلك خلال الورشة التدريبية التي نظمها فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة مكة المكرمة في غرفة جدة عن صناعة البودكاست بين الفرص والتحديات.

وأوضحت الدكتوره العرضاوي أن مفهوم البودكاست ظهر لأول مرة في بداية الألفية الجديدة مع انتشار الأجهزة المحمولة وازدياد استخدام الإنترنت. مشيرة الى أنه في البداية، كانت هذه التسجيلات الصوتية تُحمل على مواقع ويب بسيطة، لكن مع تطوير تكنولوجيا RSS التغذية الراجعة البسيطة، أصبح من الممكن توزيع الحلقات بشكل أسهل وأسرع. ففي عام 2004، ابتكر الصحفي البريطاني بين هامر وسائط التدوين الصوتي وسماه بودكاست"، مشتقا من "آيبود" (جهاز تشغيل الموسيقى من أبل) و "بث". منذ ذلك الحين، شهدت صناعة البودكاست نموا هائلاً. أصبح هناك مئات الآلاف من البودكاست المتاحة التي تغطي كل شيء من الأخبار والسياسة إلى الفن والترفيه والتعليم. ساعدت منصات مثل iTunes و Spotify و Google Podcasts على توسيع نطاق الوصول إلى المستمعين وتسهيل عملية الاكتشاف والاشتراك.


ولفتت إلى أنه في عالم مليء بالمعلومات والإعلانات، يوفر البودكاست للمستمعين فرصة للهروب من الضوضاء والاستماع إلى محتوى قيم ومخصص. كما أنه وسيلة قوية لبناء المجتمعات حول موضوعات مشتركة وتعزيز التعلم المستمر بالنسبة للمسوقين والمعلنين، ويقدم البودكاست فرصة للوصول إلى جمهور محدد ومهتم بشكل مباشر وأكثر فعالية.

وأفادت بأن البودكاست ليس مجرد وسيلة جديدة للتسلية أو التعلم، بل هو تطور طبيعي للطريقة التي نتفاعل بها مع الإعلام والمعلومات في ظل التقدم التكنولوجي المستمر وتغير عادات المستهلكين، مبينة بأن البودكاست سيظل جزءاً مهماً من المشهد الإعلامي العالمي لسنوات قادمة.

وتطرقت إلى الهدف العام للورشة يتمثل بتزويد المتدربين بالمهارات والمعارف اللازمة في مجال صناعة البودكاست، مشيرة إلى أن الأهداف التفصيلية تتلخص في التعريف بالبودكاست وبداياته وتحديد مراحل صناعته والتعريف بأنواعه وتحديد بعض الفرص التي يوفرها و بعض الصعوبات التي يتم مواجهتها وتقييم بعض الاحصائيات.

واستعرضت عدد من النماذج المتميزة والريادية في مجال البودكاست وأرقام المتابعة الكبيرة المليونية التي حققتها بعض النماذج على أرض الواقع.

وتحدثت عن أهمية البودكاست والتعرف على مراحل صناعته والفرص التي يوفرها وتحديات صناعته والتعرف على مستقبله والعديد من الإرشادات للمساعدةً والاستفادة القصوى من الورشة وتحقيق النجاح في هذا المجال.

كما أجابت الدكتورة العرضاوي على العديد من الاستفسارات والأسئلة المتعلقة بالبودكاست ومراحله المختلفه وأنواعه وتحدياته.

وكانت الورشة قد تضمنت كلمة ترحيبية لمدير فرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة فهد الإحيوي والذي أثنى على ما تضمنته الورشة من مضامين ومحاور رئيسية هادفة ودور مقدمة الورشة المتميز في الطرح البناء.

كما شارك في الورشة نائب مدير الفرع سعد المطرفي وعدد من الأعضاء والإعلاميين والإعلاميات والمهتمين بهذا المجال وقدم فقرات الورشة محمد العواجي ممثل الفرع في محافظة جدة.

وفي ختام الورشة قدم الفرع شهادة تقدير وعرفان وإهداء خاص للمدربة وغرفة جدة بهذه المناسبة المباركة.