بعض الناس عندما تمر به مواقف على غير هواه إما أنه لم يخطط لها أو أنه لا يتمناها؛ تجده في حالة من الحزن والأسى والضعف، حتى إنه لا يستطيع تجاوز آثارها النفسية، بل يصبح يحمّل نفسه ما لا طاقة لها به من تأنيب وندم وبكاء وتحسر لمجرد فوات فرصة أو المرور بأزمة.

قد تتألم لموقف ربما دفع الله به عنك البلاء أو ادخر لك شيئا أجمل. إن تجاوز الأزمة يكون حسب قوة وقعها وقوة تحملها، فهناك الصعب الذي يبقى أثره في النفس لفترة طويلة، لكن القدرة على تخطي لحظات الضعف والانطلاق للأمام هي الدواء الشافي لما مضى، فالقادم مع بذل الجهد يكون أفضل وأجمل.

إن الله سبحانه وتعالى أعطانا نعمة كبيرة وهي النسيان، فهو باب كبير فيه نعمة من نعم الله، لكن من يصر على العيش في دوامة الماضي الذي مر ولم يحقق لنفسه ما تمنى هو إنسان ضعيف استساغ أن يبقى هكذا، لا يتعلم من دروس الحياة ولا يعتبر.

القفز على الأحزان وتخطي الصعاب والإصرار على النجاح بكل همّة من أهم السبل التي تؤدي إلى المراد، ولكل مجتهد نصيب، فلن يجدي أبدا التكسر على لحظة مضت لكن الأجمل أن اللحظة القادمة هي التي فيها الحل الشافي والانتصار على النفس والكف عن الندم والسعي للتصالح بهدوء وتوازن مع الذات قبل أي شيء آخر؛ ثم مع الآخرين، بعيدا عن الشكوى لمن حولك، فهم قد يسمعون ويتعاطفون أو حتى يبكون لكن في النهاية أنت وحدك الذي تملك الحل لكل ما يخصك.. فكل من حولك ولو أصررت على الشكوى سوف ينفضون وتبقى وحيدا تجتر لحظة فشل أو مأساة أو غدر مرت وانتهت.

البعد عن دوامة الحيرة والشكوى هي التي ستكون بعدها الرؤية أوضح، فأشياء كثيرة تأتي على ما تشتهي الأنفس لكن بالإيمان يأتي الأفضل.