بالصبر والمثابرة حقق هدفه بالاحتراف في أقوى الدوريات الأوروبية، ونال فرصته في اللعب أساسياً بعد سنوات من الانتظار لم يسمح فيها للملل أن يتسلل إليه.

يجبرك على احترامه بابتسامته العريضة وأخلاقه العالية وطموحاته التي لا تقف عند حدود، بل تتواصل بحلم اللعب في دوري أبطال أوروبا.

إنه حارس مرمى ويجان الإنجليزي، العماني الدولي علي الحبسي الذي التقته "الوطن" خلال زيارته للرياض للمشاركة مع منتخب بلاده أمام نظيره السعودي ضمن إياب التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل، والذي تحدث عن تجاربه في الاحتراف في إنجلترا، وعن آماله في الحصول على عرض أفضل في الدوري الإسباني أو الإيطالي، موصياً بأهمية دعم الاتحادات الخليجية للاعبيها حتى يحترفوا خارجياً، لأن ذلك من شأنه أن ينعكس إيجاباً عليهم، فيرفع مستوياتهم، ويطور منتخباتهم.

وأعرب الحبسي عن أمنياته في الوصول للمونديال لأول مرة في تاريخ بلاده، إضافة لأحاديث أخرى كثيرة تجدونها في السطور التالية:

كاد المنتخب العماني يفقد فرصة المنافسة على التأهل للتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة للمونديال، لكنه عاد من الباب الكبير بالفوز على أستراليا ثم التعادل مع السعودية؟

بالفعل فوزنا على أستراليا وتعادلنا مع السعودية أعادا لنا الأمل في المنافسة بقوة على خطف البطاقة الثانية، مع أن الفوز على أستراليا لم يكن متوقعاً، لكن تجلت الروح لدى لاعبينا والثقة في النفس والتركيز العالي والحرص على العودة رغم قوة المنافسين في المجموعة، وأتمنى الوصول للتصفيات النهائيـــــة والمونديــال لأنه سيكون نقلـة كبيرة للمنتخــب العمـــاني.

في السنوات الأخيرة لاحظنا أن المنتخب العماني ينافس بقوة على بطولات الخليج وحقق اللقب، لكن هذه القوة تختفي قارياً، ما هي الأسباب؟

يوجد عدد من الأسباب أهمها عدم التوفيق، والحظ يقف ضدنا آسيوياً بالرغم من وجود أدوات النجاح.

وأتذكر أننا لعبنا ضد المنتخب الأندونيسي ضمن تصفيات أمم آسيا الأخيرة وتعادلنا معه بعد مباراة أمام السعودية استمرت 120 دقيقة حسمت بركلات الترجيح. فلعبنا أمام أندونيسيا ونحن مرهقون ولم نتمكن من الفوز. والأهم أننا في السنوات الماضية نافسنا بقوة وفرض لاعبو عمان أنفسهم وباتوا مطمعاً للأندية الخليجية، الأمر الذي انعكس إيجابياً على الكرة العمانية وطورها كثيراً.

الجيل المميز الحالي للمنتخب العماني شارف على النهاية، هل هناك جيل جديد بإمكانه المحافظة على المكتسبات؟

أتمنى ذلك، ولكن دعم كرة القدم في عمان محدود جداً ولا يوازي الدعم الذي يقدم في السعودية وقطر والإمارات، إنما المواهب موجودة ومتأكد من نجاحها وبإمكانها مواصلة المشوار بنفس الحضور إذا وجدت الدعم ولعبت مباريات كثيرة مع منتخبات قوية لإظهار إمكانياتها.

كيــف تصــف تجربتك الاحترافية في ويجان بالدوري الإنجليزي؟

الحقيقـــــــة أنني سعيد جداً بالاحتـــــراف في الدوري الإنجليزي، ولله الحمد تمكنت في الموسم الماضي من الحصول على فرصتي كاملة باللعب أساسياً مع ويجان بعد فترة إعارة من بولتون، وحصلت على أفضل لاعب في الموسم مع ويجان بعد المستويات الكبيرة التي قدمتها من خلال استفتاء لجماهيـر النــادي والإعلام الإنجليزي وهي أميـــز جائزة يحصل عليها اللاعب من ناديه، وبعد هذا النجاح قرر ويجان شراء عقدي من بولتون وتمت الصفقة بالانتقال للأربع مواسم المقبلة.

حققت النجاح بعد 7 سنوات من الجهد والمثابرة في الدوري الأقوى عالمياً، هل واجهت صعوبات؟

طبيعي أن يواجه الإنسان صعوبات في أي مرحلة جديدة يمر بها، وأحمد المولى على توفيقه بأني تمكنت من المواصلة لإثبات وجودي، والأهم من ذلك أنني صبرت كثيراً حتى أصل إلى هدفي ولم يتسرب إلي الملل، وواصلت العمل بالتدريبات وتطبيق ما يطلبه مني المدرب وانتظرت فرصة المشاركة التي ما أن حصلت عليها حتى تمسكت بها بقوة وحققت النجاح بتوفيق من الله.

هل تنوي الاستمرار مع ويجان طـوال فترة عقدك الحـالي أم أن هناك وجهة جديدة لك في أوروبا؟

أنا من عشاق الدوري الإنجليزي لأنه الأميز والأقوى حالياً، وكل لاعب يتمنى أن يلعب للأندية الكبيرة وهذا طموحي، ولو جاءت الفرصة لن أتردد كثيراً في حال تلقيت عرضاً من ناد كبير له ثقله ووزنه في الدوري الإسباني أو الإيطالي، والحلم الذي يراودني كثيراً هذه الأيام وطال انتظاره هي المشاركة في دوري أبطال أوروبا؛ لأنني سبق وأن شاركت في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي وتبقى لي دوري الأبطال الأوروبي، وأمامي سنوات قادمة لتحقيق ذلك بالتركيز والاجتهاد وبذل مزيد من الجهد.

هل يحظى الدوري السعودي بمتابعتك؟

بكل تأكيد بعض المباريات أحرص على متابعتها، والموسم الماضي حظيت بفرصة الوجود في جدة لحضور نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بين الأهلي والاتحاد وأنا مغرم بالجمهور السعودي وطريقة تشجيعية الفعالة، وأتمنى أيضاً حضور ديربي العاصمة بين الهلال والنصر.

في نهائي الكأس، كان عماد الحوسني يلعب مع الأهلي وأحمد حديد مع الاتحاد، مع من كنت تميل في هذه المباراة؟

الفريقان كبيران وكلاهما يستحق البطولة، والأهم أنني كنت سعيداً بوجودي في الملعب ومن ضمن طاقم تحليل قناة الجزيرة الرياضية التي أتاحت لي هذه الفرصة، وبوجود الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

هل تميل لناد سعودي معين وتحرص على متابعته باستمرار؟

أنا أحرص على متابعة الدوري السعودي بشكل عام ولا يوجد ناد أميل له بل أحرص على متابعة كل الأندية الكبيرة مثل الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب.

لوحظ نشاطك في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، هل تحرص على الوجود في مواقع التواصل الاجتماعية بحكم بعدك؟

هذه الخدمة تقرب التواصل بكل وقت مع زملائي اللاعبين وحتى الجمهور الرياضي، ودعني أشكر كافة الجمهور السعودي الذي يتابعني ويتواصل معي قبل أي مباراة ألعبها ودعواتهم الصادقة لي بالتوفيق.

أنت اسم لامع وكبير في عالم الكرة، ما هي رسالتك للنشء في الخليج حتى يصلوا لما وصلت إليه؟

نحن في دول الخليج نمتلك الموهبة والقدرة والمهارة على تحقيق النجاح والأدوات متوفرة وما يختلف بيننا وبين اللاعب المحترف في أوروبا هو الطموح والصبر والدافع لتحقيق النجاح. وأتمنى أن يزداد الدعم من الاتحادات الرياضية الخليجية في سبيل تحقيق ذلك. والاحتراف في أوروبا يريد التضحية ورسم هدف لتحقيقه، وعلى الاتحاد السعودي أن يهتم باحتراف اللاعبين السعوديين في الخارج لأن ذلك سينعكس إيجابياً على المنتخب السعودي. وأجد أن الفرصة متاحة لأسامة هوساوي ونايف هزازي وياسر القحطاني للاحتراف الخارجي، ولا تنظرون بأنهم لاعبو أندية بل ادعموهم لأنهم سيحملون لواء الكرة السعودية في أي دوري أوروبي يحترفون به. وبرأيي أن أحد الأسباب الرئيسة لتوقف الكرة السعودية عند حد معين وتراجع مستواها في السنوات الأخيرة، هو عدم منح الفرصة للاعبين بالاحتراف في أوروبا والاحتكاك بلاعبين على مستوى عالٍ. أنظر للكرة اليابانية أين كانت وأين وصلت بدعمها لاحتراف لاعبيها في أوروبا.

كما أنه يجب الحرص على اللاعبين الصغار وبث الطموح فيهم لأنها فرصة كبيرة ونتائجها على أرض الواقع ملموسة.