اقتصر معظم سلوك القطط قديمًا على التفاعلات بينهم وبين أمهاتهم، حيث كانت القطط مخلوقات منعزلة، ويفضلون العيش والصيد بمفردهم، وليس في مجموعات، وخارج هذه العلاقة، نادرًا ما تموء القطط على بعضها بعضًا.

ومع ذلك، عندما بدأت القطط تعيش جنبًا إلى جنب مع البشر، اتخذت القطط منهجًا مختلفًا في كثير من النواحي، وعندما تموء قطة علينا، يبدو الأمر كما لو أنها تعتبرنا مقدمي رعاية لها، تمامًا مثل أمهاتها القطط، وذلك وفقا لدراسة تم نشرها في مجلة «ساينس أليرت» العلمية.

ومن المحتمل أن القطط واجهت البشر لأول مرة منذ حوالي 10000 عام، عندما بدأ الناس في إنشاء مستوطنات دائمة، واجتذبت هذه المستوطنات القوارض، والتي بدورها اجتذبت القطط التي تبحث عن فريسة، وازدهرت القطط الأقل خوفًا والأكثر قدرة على التكيف، مستفيدة من إمدادات غذائية ثابتة من البشر، ومع مرور الوقت، طورت هذه القطط روابط أوثق مع البشر.


وأظهرت هذه التجارب أن التربية الانتقائية للترويض يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من التغيرات السلوكية والجسدية في الحيوانات، مما يحقق في غضون بضعة عقود ما قد يستغرق عادة آلاف السنين.

تقدم دراسة أجرتها كارين ماكومب، وفريقها عام 2009 دليلًا على هذا التكيف، واستمع المشاركون في الدراسة إلى نوعين من الخرخرة.

تم تسجيل نوع واحد عندما كانت القطط تبحث عن الطعام (خرخرة التماس) وتم تسجيل نوع آخر عندما لم تكن تبحث عن الطعام (خرخرة عدم التماس)، وقام كل من أصحاب القطط وغير أصحاب القطط بتقييم خرخرة التماس على أنها أكثر إلحاحًا وأقل متعة.

وكشف التحليل الصوتي عن وجود مكون عالي الطبقة في خرخرة التماس هذه، تشبه البكاء، وتستغل هذه الصرخة الخفية حساسيتنا الفطرية لأصوات الاستغاثة، مما يجعل من المستحيل تقريبًا أن نتجاهلها.

لكن ليست القطط فقط هي التي قامت بتعديل أصواتها: بل نحن أيضًا، وعندما نتحدث مع الأطفال، فإننا نستخدم «لغة الأم»، المعروفة أكثر باسم «حديث الأطفال»، والتي تتميز بنبرة صوت أعلى ونغمات مبالغ فيها ولغة مبسطة، ويساعد هذا النوع من الكلام على إشراك الأطفال، ويلعب دورًا في تطور لغتهم، وذلك وفقًا للدراسة.