فيما ذهب بعض النقاد والأدباء، أخيرًا، بالتشكيك في نسبة كتاب «ألف ليلة وليلة» إلى العرب، وأن العرب ليسوا بأهل خيال ولا رواية «قصة خيالية»، نفى باحث «سعودي»، متخصص في النقد والأدب تلك المزاعم، مؤكدًا أن كتاب «ألف ليلة وليلة»، نتاج عربي خالص، وأن هناك خلافًا كبيرًا في طريقة كتابة أو رواية أحداث القصة الإطار الموجودة في ألف ليلة وليلة عن شقيقتها مائة ليلة وليلة، مما يؤكد أن صانع ألف ليلة وليلة تدخل في صناعة الحكاية، وغير فيها لتناسب ما يريده ويؤكد هويته فيها، ومن هنا نتأكد أن الكاتب الحقيقي لألف ليلة وليلة هو كاتب عربي «اسمه مجهول»، وخصوصًا الكاتب الأخير الذي وضع النسخة الأخيرة لألف ليلة وليلة، والتي هي الآن بين أيدينا.

ألف خرافة

قال عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي السابق، الباحث عبدالجليل الحافظ، مع إن القصة الإطار، هي قصة شهريار، وما حدث له وأخيه من زوجتيهما، ومع وجود ما يقال في المصادر العربية القديمة، عند ابن النديم في الفهرست أن الكتاب أخذ من كتاب فارسي هو: «هزار أفسانة»، أي ألف خرافة، لكن هذا الكتاب غير متوافر حقيقة بين أيدينا، وليس له وجود عند الثقافة الفارسية وأدبها، ولا عند العرب من ضمن ما ترجموه.


الدقة الشديدة

أبان أن الحكايات في ألف ليلة وليلة، ينتمي فضاؤها السردي إلى المدن العربية في أغلبها، فنجد أن الراوي داخل ألف ليلة وليلة، حينما تكون القصة داخل المدن العربية لا نجد أي خطأ في الخارطة، وخصوصًا حينما يتنقل أبطال الحكايات بين مصر والشام والعراق، فنجد أن خارطة الطرق سليمة جدًا في الانتقال، مستشهدًا في ذلك بخط سير «قافلة» من مصر متجهة إلى دمشق، ودخلت من ميدان الحصباء، وهو مكان دخول القوافل القادمة من مصر وشمال أفريقية إلى مدينة دمشق، وحينما عادت «القافلة» من العراق وتوقفت في دمشق أيضًا يذكر الراوي في الحكاية أن القافلة نصبت خيامها في ميدان القانون وهو الميدان الذي تجتمع فيه القوافل التجارية القادمة من العراق وبلاد فارس.

أشعار العرب

أكد الحافظ، بطبيعة الحال أن «ألف ليلة وليلة»، تنضح بالثقافة العربية الإسلامية، وأشعار العرب، ومن أهم الشخصيات فيها مجموعة كبيرة من الخلفاء المسلمين، بالإضافة إلى شخصيات تاريخية أدبية عربية، مضيفًا أنه من المعقول أن تكون شخصية الإطار شهريار، والحكاية الإطار الخاصة به مع شهرزاد، هي المقتبسة من أصل فارسي، وحتى هذه كان لصانع الحكايات العربي دوره فيها، فهو أخطأ أخطاء تاريخية لا يقع فيها مثقفو الفرس لا فيما قبل الإسلام ولا فيما بعده، حيث يذكر أن شهريار هو من آل ساسان الذين يحكمون في الجزر الهندية، وهذه المعلومة تاريخيًا خاطئة.