احتقان، اختناق، ضغط في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي. تنمر، اتهام، احتيال، تحريض، تشويه، تشهير وكل ما هو منفر ومزعج يحدث حولنا. تتساءل متى يستريحون؟ ثم اكتشفت المصيبة المضحكة جدا!

البشر متعددو الأهواء بشكل لا يمكن حصره، ولكن ترى حولك نمطًا أو نمطين أو ثلاثة مزعجة بالنسبة لك، وفي الحقيقة أننا ننجذب لمتابعة ما يلامس دواخلنا. فإذا كنت ترى أغلب من حولك غاضبين، فداخلك غاضب، أنت تابعتهم لأنك ألفتهم، ألفت محتواهم الغاضب الذي يعبر عنك داخلك، وقس على ذلك كل ما هو حول.

كنت لا أفهم جملة «حياتك انعكاس لداخلك»، حتى أتت مواقع التواصل الاجتماعي وجعلتها واضحة جدًا. بالضبط تشابه فكرة «قل لي من أصدقاؤك؛ أقول لك من أنت»، التغيير هنا باستبدال «أصدقائك» إلى «من تتابع»، وهنا التأثير أقوى من الأصدقاء، لأنك تحملهم في يديك طوال الوقت، أما الأصدقاء عندما تحين فرصة اللقاء بين فترة وأخرى.


أيضًا نحن انعكاس لغاياتنا، والمشكلة أن غاياتنا جادة والأهداف التي تتناسب معها كبيرة وتحتاج لجهد والتزام أكبر، حتى أصبحنا نشعر أننا نعمل حتى عند الالتزام بالنوم في ساعة محددة!

لن أهرطق بكلمات مثل «التوازن» و«التكيف»، أعتقد أن الحل الذي قد لا يعجب البعض، هو مراجعة هذه الغايات والأهداف. نعم أحلم؛ ولكن تدرج مع نفسك في أهداف ممكنة متقاربة لتشعر بطعم الحياة.

أخيرًا.. عينك تنتقي ما ألفته روحك، فإن كنت بائسًا، تبعت كل بائس، وإن كنت حالمًا، تابعت الحالمين، قس على ذلك. فما الذي تألفه روحك؟