كثير من الاستراتيجيات قد تحقق الهدف المرسوم منها بشكل متميز للمنظومة من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية، ولكن للأسف بالمقابل قد لا يتم العمل بهذه الاستراتيجية من خلال التنفيذ للمشاريع بالشكل المناسب

وعدم العمل بالتكامل بين الإستراتيجية والمشاريع بها يعود لعدة أسباب.

منها عدم مشاركة كامل الفريق سواء فريق التنفيذ للمشاريع أو الاطراف والقطاعات الأخرى التي لها علاقة ، ومن ضمن الاسباب كذلك رفع سقف التوقعات من المالك او الفريق الذي خطط وصمم الاستراتيجية ، فلذلك لابد ان نضع في الاعتبار أن مجال ادارة المشاريع من المجالات التي تنمو و تتطور بشكل مستمر وسريع، لذلك فإن النجاح في تخطيط وتنفيذ المشاريع الكبرى بدءاً من التخطيط وانتهاءاً بالتنفيذ والإغلاق يتطلب استخدام و تطبيق أفضل المنهجيات والممارسات لأساسيات إدارة المشاريع وإدارة المحافظ والبرامج ، حيث انها تساهم في حسن اختيار المشاريع التي تحقق الأهداف الاستراتيجية للجهة وحسن استغلال الموارد بالشكل الصحيح.

في الغالب عند تنفيذ المشاريع يكون هناك العديد من التحديات التي تواجه الفريق ومدراء المشاريع ومن ضمن هذه التحديات توثيق ومشاركة الدروس المستفادة من خلال الأدوات والقنوات الرسمية بالإضافة إلى أن هناك تحديات أخرى مثل نقص المهارات عند بعض مدراء المشاريع التي نحتاج ان نعززها من أجل الضمان الدائم للمواكبة التطورات والمفاهيم والاساليب الحديثة .

لذلك علم الذكاء الاصطناعي وارتباطه في المشاريع مهم للمواكبة العالمية حيث أن هناك توجه عالمي قبل ان يكون محلي، والمملكة برؤيتها الطموحة ٢٠٣٠ وبقيادة سيدي سمو ولي العهد حفظه الله ، تحرص ان تكون من أوائل الدول والأكثر تميزاً في هذا المجال وهذا يتطلب المواكبة السريعة للتقدم المتسارع في الأتمتة والبرامج الذكية وغيرها، وهذا ينعكس بلا شك على كل القطاعات ولاسيما قطاع المشاريع كإستراتيجية ومشاريع طموحة مرسومة بشكل صحيح ومواكبة للنمو والتطور الهائل ، وكذلك من المفترض أن مدير المشروع وأعمال إدارة المشاريع بالأخص لا تمر بأعمال روتينية ومكررة لأن طبيعة أعمال المشاريع متجددة وأعمال فريدة، ولكن يمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي سيزيد من فرصة التطور الهائل والسريع وإدارة المشاريع بشكل أكثر احترافية ومنافسة.

وفيما يخص المعارف في ادارة المشاريع فهناك عشرة معارف وجميعها مهمة ولعل من أهمها ، التواصل في ادارة المشاريع حيث ان ٩٠٪ من وقت مدير المشروع يتم ويستنفذ في الاتصال والتواصل ، لذا فإن من أهم المهارات وخصوصا لدى فريق المشروع و مكتب إدارة المشاريع هي مهارة التواصل سواء التواصل اللفظي او الكتابي أو حتى بالإيحاء والاشعارات المعروفة بالاتصال الغير اللفظي حيث أن ما يقرب من 55 ٪ من التواصل يكون غير لفظي ، حيث تساهم تعبيرات الوجه وإيماءات اليد ولغة الجسد في هذه الرسالة.

في الختام لايتم تنفيذ المشاريع بالشكل المطلوب من غير الاعتماد على استراتيجية وتخطيط صحيح وسليم وأن يكون هناك تواصل فعال بين كل اصحاب القرار والإستراتيجية وفريق المشروع.