مع تحذيرات أرصاد المملكة من ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 47 درجة مئوية في بعض مناطق المملكة، وعلى الأخص المنطقة الشرقية، تدافعت الأسر إلى الحصول على حجوزات في المنتجعات والمزارع وغيرها، على الأخص تلك التي تحتوي على مسابح خاصة، وسط عروض ترويجية مغرية للمنتجعات والواجهات البحرية، إلا أن عددا من نزهات الأسر انتهت على نحو مأساوي، سببته حالات الغرق، خصوصا غرق الأطفال في برك السباحة، ما جدد المطالبات بالحذر والتنبه للأهالي، مع اتباع إجراءات السلامة والأمان بعناية كبيرة.

10 وفيات

على مدى 3 مواسم صيفية منذ عام 2021 غرق أطفال في برك السباحة في المنتجعات في محافظة القطيف وحدها، أي بمعدل 3 أطفال في كل موسم، وما هو دفع مسعفين ومختصين إلى المطالبة بتعلم طرق الإنقاذ وتكثيف الدورات الإسعافية، وقبل ذلك وبعده الانتباه وعدم الغفلة عن الأطفال حول وفي المسابح، ومنع إبقاء برك السباحة مفتوحة دون وجود رقيب.


للسباحة مخاطرها

يقول المسعف، المدرب الوطني في السباحة تيسير الزراع «يهرب الناس عادة في فصل الصيف إلى الماء تجنبا لحرارة الأجواء، والاستمتاع مع العائلة والأصدقاء، ومع انتشار العيون والمسابح والمنتجعات والاستراحات تكثر المخاطر التي تهدد الصغار».

وأوضح أن «التصرف الأمثل لكل حالات الطوارئ ومنها الإنقاذ؛ هو عدم الهلع، والتركيز، والتصرف بحكمة واستذكار ما تم تعلمه من دورات إسعافية، أو طلب المساعدة والسرعة في مباشرة الحالة، فأجزاء الثواني مهمة هنا، فضلًا عن عدم الخوض والمجازفة في حال كان المنقذ غير متمكن من ممارسة السباحة بشكل جيد، فالإنقاذ مهنة خطرة جدًا قد يكون المنقذ غير المتمكن خلالها عرضة لأن يكون ضحية فتتفاقم المشكلة أكثر».

ولفت «طرق الحماية والوقاية كثيرة، ويفضل أن يقوم الأهالي بالاستعداد لرحلات من هذا النوع ليس فقط على مستوى شراء المأكولات والمشروبات وعناصر الترفيه، بل بشراء كل ما يخص الأمن والسلامة وتوفير بعض الأدوات المساعدة، ومنها:

1- عصا الإنقاذ: وهي سهلة الاستخدام ويمكن للجميع «الذي يجيد أو لا يجيد السباحة» التعرف على بعض التقنيات والطرق لاستخدامها.

2- أطواق النجاة: وهي مختلفة ومتنوعة بحسب الفئات العمرية».

تدابير السلامة

نصح الزراع بعدم ترك باب المسبح مفتوحًا، وقال «يجب غلق المسبح وإبعاد الأطفال إلى مكان آمن، كما أنصح الأهالي دائمًا بتعلم السباحة، والتواصل مع المنقذين في حال ذهابهم لأي رحلة أو برنامج يوجد به مسطح مائي، ونصيحتي للمجتمع ككل بعدم الذهاب للأماكن التي لا تتوفر فيها أدوات السلامة والإنقاذ، خاصة الأماكن المفتوحة كالبحر، إلا إذا كان هناك منقذ، أو ملاحظ أو على أقل تقدير شخص يجيد السباحة؛ لتفادي الحوادث التي تودي بحياة الفرد».

ولفت «عند التخطيط لأي رحلة حتى لو كانت عائلية صغيرة، يجب أن يكون الهدف الأول أخذ تدابير السلامة، والحفاظ على الأرواح».

وأشار إلى أن «تعلم الإسعافات الأولية مطلب، وهو من أهم الدورات، والورش التي يجب على كل رب منزل تعليمها لأفراد أسرته، وعلى المؤسسات المجتمعية، والأهلية، والتطوعية المساهمة الفعالة بهذا».

وبيّن أن «تعلم الإسعافات الأولية جزء لا يتجزأ من عملية الإنقاذ التي تنقسم إلى جزئين، جزء عام، وجزء إسعافي؛ ففي حال تم إخراج الغريق من الماء علينا إسعافه بسرعة، وهنا تكون عملية الإسعاف حلقة لا ينبغي أن تنفصل عن الإنقاذ».

الوقاية خير

من جانبه، قال رئيس فريق «مسعفون بلا حدود» التطوعي حسين آل فتيل إن الوقاية والحرص على متابعة الصغار والكبار أثناء ممارسة السباحة، له الأولوية في مثل هذه النزهات، فقبل أن تركن إلى قدرتك على تقديم الإسعافات الأولية في حالات الغرق، عليك أن تؤمن وسائل السلامة والخيارات الأنسب في اختيار الاستراحات.

وبتفصيل شرح «يجب التفكير في اختيار الاستراحات التي تحتوي على وسائل سلامة وتشمل أطواق النجاة، وحبالا محيطة بالبركة، وبابا قابلا للإغلاق، ثم يمكن بعدها توزيع المهام وقت السباحة، إضافة إلى وجود المراقب طوال وقت السباحة، مع التأكيد على ضرورة إغلاق المسبح عندما لا تكون هناك ممارسة للسباحة، علاوةً على أهمية التأكد من الطاقة الاستيعابية للمسبح، والتأكد من وضوح جميع من في المسبح لبعضهم بعضا».

وأشار إلى أنه «لا بد من التعرف على سبل الإنقاذ السليمة، فمعرفة السباحة ليست كافية، ويجب التعرف على (الغرق الجاف) وهذه الحالة خطرة وتحدث عند ابتلاع الماء أثناء السباحة، وبعض المياه تتسلل للرئة مسببة نقص الأوكسجين في الدم، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة، لذلك يجب مراقبة الأطفال بعد السباحة كذلك للتأكد من عدم تعرضهم للغرق الجاف».

مسؤولية الأهل

يُرجع مسعف الهلال الأحمر فاضل الباشا مسؤولية غرق الأطفال إلى الأهالي، وقال «كثيرًا ما نسمع عن حالات غرق صغار السن في المسابح، حتى أن بعضهم لا يتجاوز الـ3 سنوات من عمره، وذلك بسبب غفلة بعض الأهل عند حجز الاستراحات، من انعدام وسائل السلامة، وعدم معرفتهم وإلمامهم بأساسيات الأمن والسلامة بما فيها آلية الإنقاذ المائي، والاسعافات الأولية»، مؤكدًا أن طبيعة الطفل محبة للمرح واللعب، وأن أي لحظة غفلة عنه في مثل هذه الأماكن أو تركه بلا رقابة، قد يكون ثمنها حياته.

نصائح لتجنب غرق الأطفال في المسابح

ـ حجز مسابح تتوفر بها أدوات السلامة

ـ التركيز على أماكن سباحة يتوفر فيها منقذون ومراقبون

ـ اختيار مسابح تحتوي على وسائل سلامة وتشمل أطواق النجاة وحبالا محيطة بالبركة وبابا قابلا للإغلاق

ـ اصطحاب أدوات إنقاذ مثل عصا الإنقاذ وأطواق النجاة

ـ اتباع دورات إسعافية قدر المتاح قبل التوجه للمسابح والسباحة

ـ توزيع المهام وقت السباحة ووجود المراقب طوال وقت السباحة

ـ الحرص على متابعة الصغار والكبار أثناء ممارسة السباحة

ـ التأكد من الطاقة الاستيعابية للمسبح

ـ التأكد من وضوح جميع من في المسبح لبعضهم بعضا

ـ عدم الهلع من مباشرة الإنقاذ، والتركيز، والتصرف بحكمة

ـ طلب المساعدة والسرعة في مباشرة الحالة لأن أجزاء الثانية مهمة هنا

ـ عدم الخوض والمجازفة حال كون المنقذ غير متمكن من ممارسة السباحة

ـ التعرف على (الغرق الجاف) المتمثل بابتلاع الماء أثناء السباحة

ـ مراقبة الأطفال بعد السباحة للتأكد من عدم تعرضهم للغرق الجاف.