أكدت دراسة أجراها الباحث والأديب الدكتور خالد آل بن زيد، أن بيئة الأحساء، مليئة بعناقيد الشعراء، تحت مظلة الأسرة، وقد يتحول العلم والأدب إلى ميراث، وأن المنزل والأم والأب والزوجة، والبيئة المساندة خارج المنزل والأسرة أثر في ذلك، مستشهدًا بمجموعة من الأسر في الأحساء، التي فيها شعراء كبار، لافتًا إلى أن إحدى المدارس الثانوية العامة في الأحساء، والمعهد العلمي في الأحساء، كان لهما أثر في إنتاج مجموعة من الأدباء والشعراء في ذلك الوقت، ملمحًا إلى أن المجالس الأدبية في الأحساء تتجاوز أعمارها الـ 400 عام، وكان ينشد فيها الشعر والاحتفاء فيه، ويخصصون يوم الثلاثاء، كعطلة للاجتماع فيه، والاستماع إلى الشعر، وإنشاده بصوت جميل لأحدهم.

الموهبة والفطرة

أبان آل بن زيد، الذي كان يتحدث في محاضرة، بعنوان: «أثر الأسرة في التكوين الإبداعي.. الإبداع الأدبي أنموذجًا»، في جمعية أدباء في الأحساء، أن عنصري (الموهبة، والفطرة)، ضروريان لأنجاب «شاعر» في البيئة الأسرية، موضحًا أن الفن ليس إنتاجًا فرديًا، وأن الفنان ليس كائنًا منفردًا عن مجتمعه، بل هو كائن اجتماعي، يعيش في بيئة جمالية ذات صبغة اجتماعية، يستجيب لمؤثراتها، موضحًا أن الدراسات والأبحاث المتخصصة، تؤكد أن ما نسبته 85 % من صفات «الأم» تنتقل إلى الأولاد، وأن للأم تأثيرًا كبيرًا، وأن عظماء الرجال في العالم، يرثون عناصر عظمتهم من أمهاتهم، وعدد من أدباء العالم، كانوا نتاج اهتمام أمهاتهم.

عدوى الشعر الضعيف

قال: إن الدراسات الحديثة، تؤكد أن هناك علاقة «موجبة»، بين الابتكار والمستوى الثقافي للأسرة، متمثلًا في تعليم الوالدين، وأدوات الثقافة، والنشاط الثقافي للأسرة خارج المنزل، والممارسات الثقافية الموجهة للأبناء والبنات، مشددًا على ضرورة تجنيب «النشء» الشعر الضعيف، حتى عندما يكون مضمون هذا الشعر جيدًا، لأن ذلك يتسبب في انتقال «عدوى» الشعر الضعيف إلى ذلك النشء، والتركيز على حفظ «أجمل» الشعر، لأن فيه كثير من القيم والأخلاقيات العليا، والسعي لتحفيظهم شيئًا من الأدب الراقي، وفسح لهم المجال أمام تجاربهم.