في لفتة نادرة قام رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بزيارته الأولى لأوكرانيا المجاورة، وقال للرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته إن الحرب المستمرة هي «القضية الأكثر أهمية بالنسبة لأوروبا».

وتُعرف زيارة أوربان بأنها أقرب حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتن في الاتحاد الأوروبي، وقد انشقّت بودابست مرارًا وتكرارًا عن بقية الاتحاد الأوروبي واتجهت نحو موسكو.

وأشار المسؤولون المجريون إلى أنهم سيعملون كـ«وسطاء نزيهين» في هذا الدور على الرغم من مخاوف بعض المشرعين في الاتحاد الأوروبي من أن السجل الديمقراطي للمجر يجعلها غير صالحة لقيادة الكتلة.


بناء السلام

وقال بيرتالان هافاسي، المتحدث باسم أوربان، لوكالة الأنباء المجرية (إم تي آي) إن الاجتماع سيكون فرصة لبناء السلام في الوقت الذي تقاتل فيه أوكرانيا الغزو الروسي.

وخلال زيارته، قال رئيس الوزراء المجري لزيلينسكي: «هذه حرب وسلام، وأضاف أن الحرب» هي القضية الحقيقية. وقال: «هدفي هو أن أكون هنا لفهم كيف يمكننا أن نكون مفيدين لأوكرانيا في الأشهر الستة المقبلة».

لقد اتهم شركاؤه الأوروبيون رئيس الوزراء المجري، الذي يصف نفسه بأنه من أتباع «الديمقراطية غير الليبرالية»، منذ فترة طويلة بتفكيك المؤسسات الديمقراطية في الداخل والعمل كمفسد عنيد لأولويات السياسة الرئيسية للاتحاد الأوروبي. وجمد الاتحاد أكثر من 20 مليار دولار من التمويل لبودابست بسبب انتهاكات مزعومة لسيادة القانون والفساد، كما شن أوربان حملات عديدة مناهضة للاتحاد الأوروبي تصورها على أنها منظمة قمعية مفرطة المركزية. تولي الرئاسة

وتأتي هذه الزيارة في اليوم التالي لتولي المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، وهو المنصب الذي لا يتمتع بسلطة حقيقية كبيرة ولكن يمكن استخدامه لتحديد نبرة أجندة الكتلة.

وقد عمل رئيس الوزراء المجري بشكل روتيني على عرقلة أو تأخير أو إضعاف جهود الاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدة إلى أوكرانيا وفرض عقوبات على موسكو بسبب حربها، مما أحبط زيلينسكي وغيره من زعماء الاتحاد الأوروبي.

العلاقات الباردة

وفي إشارة إلى استمرار العلاقات الباردة، لم يعترف زيلينسكي علنًا بزيارة أوربان حتى بعد ساعات من وصوله.

ومع ذلك، أصدر مكتب الرئيس الأوكراني مقطع فيديو يظهر زيلينسكي وهو يشكر أوربان على زيارته ويرحب به في البلاد بعد مصافحته ثم الجلوس مقابل بعضهما البعض على طاولة مستديرة مع أعلام المجر وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي في الخلفية.

وكانت العلاقات بين البلدين متوترة منذ بدء الحرب، حيث صور أوربان نفسه على أنه بطل السلام ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار ومحادثات السلام دون التوسع في ما قد يعنيه ذلك بالنسبة لسلامة أراضي أوكرانيا.

ويتهم أوربان كييف منذ فترة طويلة بإساءة معاملة الأقلية العرقية المجرية في منطقة زاكارباتيا غرب أوكرانيا، وهي الجماعة التي استخدمها لتبرير رفضه توفير الأسلحة لأوكرانيا أو السماح بنقلها عبر الحدود المشتركة بين البلدين.

تجنيد الأعضاء

وتأتي زيارته في الوقت الذي يسعى فيه إلى تجنيد أعضاء في تحالف قومي جديد يأمل أن يصبح قريبًا أكبر مجموعة يمينية في البرلمان الأوروبي.

والتقى أوربان سابقا في فيينا زعماء حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا وحزب المعارضة الرئيسي في التشيك، وأعلن عن تشكيل المجموعة الجديدة «وطنيون من أجل أوروبا».