حجاج بيت الله ، لقد أتيتم براً وبحراً وجوا ، تعددت الوسائل والسبل والمقصود تم ، وتنوعت أماكن القدوم والمطلوب ثَم .
في مكةَ كان اللقاء، طفتم بالبيت العتيق ، بللتم ظمأ قلوبكم ، رويتم عطش أرواحكم من ماء زمزم المبارك ، وعلى صعيد عرفات كان البكاء والمناجاة، توسلاً وابتهالاً لمالك الأرض والسماء ، بأن يغفر ويعفو عن الذنوب والزلات ، ويصلح الأحوال والنيات ، فهنيئاً لكم والله تلك الدعوات ، وفي مزدلفة كان تخفيف التعب والنصب ثم الاجتهاد لإكمال الجهد الأبي ، وفي منى حَط العناء وارتاحت الأجساد لإتمام المشوار .
حجاج بيت الله : هل رابكم مما وجدتم شيئاً ؟ .
إنني سوف أُجيب بلسان حالكم / فوالله لقد جندت الدولة السعودية كل الخدمات والإمكانات ، ويسرت كل السبل والمعوقات ، ووفرت كل ما يخدم ويلبي متطلبات الحجاج بكل أمانٍ وراحةٍ واطمئنان .
حجاج بيت الله : وهل شعرتم بالخوف أو الارتباك ؟.
ولسان الحال يقول : جزاهم الله خير الجزاء فالأمن بكل مكان ، والخيرات من كل ما لذ وطاب ، نمشي مطمئنين ، ونأكل متهنين ، وننام مستريحين .
حجاج بيت الله : وهل أعياكم وأقعدكم المرض والتعب ؟ .
وكأنهم يقولون إن أجر هذه الدولة المباركة على الله ، فالعالم يرى ويشاهد ، ونحن على ذلك من أرض الواقع نشهد بأن وسائل الصحة متوفرة على أرقى المستويات ، ومن أفضل الخدمات .
بل سيرت قوافل لإتمام وإكمال حج من أعياهم التعب وأقعدهم المرض ، فلله در هذا البلد وحكامه .
حجاج بيت الله : وهل وجدتم الصدق واللين في التعامل ؟ .
نُشهدُ الله رأينا ما أبهرنا وأثلج صدورنا ، رأينا ما سرنا وأفرح قلوبنا ، رأينا البذل والعطاء ، ورأينا التضحية والفداء ، ورأينا الصدق والوفاء ، ورأينا الحب والولاء .
إنها دولة الإسلام ومأرزه ، سخرت كل العاملين لخدمتنا بجميع قطاعاتها الحكومية والأهلية موظفين ومتطوعين رجالاً ونساء ، فنسأل الله أن يحفظ لهذ البلد قادته ورجال أمنه وقوات دفاعه ، وكل مخلص ووفي لهذا الوطن الغالي .
حجاج بيت الله : الأسئلة كثيرة ، ولكن هل من كلمة أخيرة ؟ .
وأنا أقول نيابة عن حجاج بيت الله إن هذا البلد معروف المعالم منذ وقت طويل يحمل عقيدة سمحة وسطية الاعتدال والمنهج ، يتوقد نشاطها ديناً أبياً وسطاً يحملُ أعباءه قادةٌ عظام سخروا وقتهم وجهدهم وبذلوا الغالي والنفيس لجعل هذ البلد ، بلد خيرٍ ونماء ، بلد خيرٍ وعطاء ، بلد حبٍ وسلام ، ليكون مأوى للقلوب ، واجتماع للأفئدة والأرواح الصادقة المخلصة ، وبذلك سادوا لأنهم حققوا ما ينشده الإسلام من فضائل ، ومعاملة حسنة ، وسيرة عطرة .
وأما من يريد غير ذلك ، فإن العيون الساهرة له بالمرصاد حتى يرى النور ويعود عن جهله وتدارك أخطاءه ، وإلا فالجزاء حسابه .
إن من فضل الله وقدره على هذا البلد أن يحكمه رجال أوفياء استطاعوا إنارة أقطاره ، ونقل شعبه إلى القمة منافسين لكل دول العالم المتحضر ، وما ذاك إلا لوجود معادن خاصة لرجال أفذاذ من طراز رفيع غيرت المعالم باتساع آفاقها البعيدة ورؤيتها الثاقبة .
بالمختصر حجاج بيت الله : عسى أن تكونوا في رضا وراحة بال ، فبلادي لم تدخر جهداً في خدمتكم لإنجاح حجكم بأمن وأمان في هدوء وسكينة وسلام .
حفظ الله السعودية وأهلها ، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من كل سوء ومكروه .