يهتم الشاعر صالح الغازي بالمحافظة على بساطة الحالة والإيقاع والاجتهاد في أن ينتج مساراً خاصاً به. ويرى طبقاً لما قاله لـ " الوطن" أن روعة الشعر لا تأتي بالقرب من المجاز أو اجتنابه ولا بالموسيقى ولا هجرها ولا العناية بالتفاصيل ولا إهمالها إنما بكل ما يساعد على شحن الكلمة كي تدخل قلب القارئ.
عن دار العين للنشر بالقاهرة أصدر الغازي ديوانه الجديد "سلموا عليّا وكأني بعيد" والذي جاء في 120 صفـحة من القطـع الوسط، محتوياً على قصائد تمزج في لغتها بين الفصحى ونبض الشارع الشعبي في محاولة للارتقاء بذوق خاص باللفظ والمعنى، ويتناول تفاصيل يومية ومشاعر بسيطة.
يضم الإصدار أربعين قصيدة، كلها أفكار ذكية، نجد الأمل والحب جناحان يطوفان في عمق تجربته الثرية، فنجد موضوعات مختلفة عن علاقة الإنسان بأمه وشعوره بالأمان طالما هي تحيا كما في قصيدة "موسيقا الحياة"، يتناول ترحيبه بالضيف الخفيف وضجره من الثقلاء كما في قصيدة "غضب"، كما لا يخلو الديوان من السخرية من هؤلاء الذين يحسبون أنهم أذكياء فيكذبون على من حولهم وينافقون ويستغلون المواقف ليظهرونها بشكل غير حقيقي كما في قصيدته "تنويعات في فقه المواجهات"؛ ليؤكد مسؤولية المبدع والفنان والكاتب وأن يكون صلباً ويجابه أي مخادع ويحاول أن يقصيه أو يتجنى عليه .
في جانب مواز يعبر الغازي في قصائده عن غربة ومأساة الإنسان وسط العالم المادي ، مكملاً مسيرته بعد أن أصدر سابقاً ديواني شعر "نازل طالع" و"الروح الطيبة"، كما صدرت له مجموعة قصص بعنوان "تلبس الجينز".