لم يحدد بذلك جنسًا معينًا بقدر ما مثل بكلماته حالة القلق والتحسر لدى الذكور والإناث على حد سواء خشية التقدم بالعمر.
ويعرف عن غالبية النساء خوفهن من تأثير «العمر» على الجمال والصحة والنظارة وانعكاس ذلك على الحالة النفسية، فيما يخشى الرجال مرحلة الشيخوخة وتهالك الصحة خوفًا من نهاية العمر.
النواعم يتفوقن
ما لا يعرفه الكثيرون أن العنصر النسائي في هذه المتباينة العمرية يتمتعن بمتوسط عمر أعلى من الرجال، وأن هذه النسبة المتزايدة في متوسط عمر النساء تشمل كل نساء العالم وليس منطقة محددة
فالنساء بشكل عام تفوقن في طول العمر عن الرجال.
ما يعني أن قلق التقدم في العمر لدى الرجال أعلى مما هو عليه عند النساء؛ فيما تركز النساء على جانب الحفاظ على الشباب، والصحة العامة مع تقدم العمر، يزداد القلق المبكر لدى الرجال من مرحلة الشيخوخة خوفًا من الاقتراب لنهاية الحياة.
فما هو سر هذا التفوق الناعم؟
بحسب دراسات متعددة واختصاصية أرجع البعض سبب طول العمر لدى النساء إلى تفوق جينات المرأة والكرومسومات لديها، وهنالك من عاد بها إلى قوة المناعة النسائية، فيما لفت آخرون أن نمط الحياة والسلوكيات المعيشية هي العامل المؤثر في زيادة سنوات العمر أو نقصانها.
فجوة العمر
يجيب عميد كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز بجدة البروفسيور حسن جمال عن ذلك في حديثه للوطن موضحًا أن جميع الدراسات العلمية في مختلف دول العالم، بما فيها المملكة العربية السعودية تؤكد أن متوسط عمر الرجل أقصر من عمر المرأة.
وبحسب الإحصائية السعودية لتلك الدراسات والبحوث تبين أن متوسط عمر الرجل السعودي 72 عامًا، فيما متوسط عمر المرأة يصل إلى 77 عامًا
ولفت أن حجم فجوة العمر بين الجنسين تختلف من بلد لآخر بحسب السلوكيات الاجتماعية، والبيئية وماهية الأمراض التي قد تصيب الرجال والنساء في بلد معين وأثر ذلك عليهما.
واستدرك مؤكدًا بقوله «لا خلاف أن الدراسات الجينية، والهرمونية، والمناعية تلعب الدور الرئيس في هذه الفجوة العمرية، ويأتي بعدها التأثير الاجتماعي والسلوكي والأنماط المعيشية، وهنا يكون الاختلاف والتدرج في المستوى العمري من مكان لآخر».
عادات خاطئة
وأكمل علينا أن نعلم أن العادات السلوكية التي يمارسها الرجال في بعض الدول لها تأثير كبير على متوسط أعمارهم، وبالإضافة إلى مستوى الإهمال الصحي الذي يكون أعلى من النساء من ذلك إدمان المخدرات وشرب الكحول، التدخين، والسمنة المفرطة.
وأضاف «قد يخسر الرجل حياته بشكل أعلى لأسباب مختلفة، فما يتعرض له الرجال يجعل نسبة الوفاة لديهم أعلى بمختلف الأعمال. ومن ذلك النسبة المرتفعة في تعرض الرجال للحوادث المرورية، والمساهمات الخطرة التي قد يشارك فيها كما في عمليات الانقاذ تحديدًا في حالات الطوارئ مثل الأعاصير والفياضانات، وفي جانب آخر الممارسات الجنسية الخاطئة».
وأردف «هنالك أيضًا هرمون الرجولة التستوستيرون
ففي حال ارتفاع هذا الهرمون، ترتفع معه التأثيرات السلبية على الصحة وقد يؤدي إلى أمراض خطيرة كأمراض القلب، والسرطان، والالتهابات الجرثومية».
منوهًا إلى «أن كل هذه العوامل تؤثر بشكل كبير في متوسط الأعمار لدى الرجال وتسبب في انخفاض متوسط العمر لديهم مقابل ارتفاعه لدى النساء.
إذ أن النساء لا يواجهن العديد من الحالات التي تهدد حياتهن مثل الرجال، لكنهن يعانين بشكل غير متناسب من ظروف تقلل بشكل كبير من نوعية حياتهن، بما في ذلك الوفيات الناجمة عن الولادة، أو التعرض لحالات الاكتئاب والقلق والإصابة بالأمراض».
كرومسوم مضاعف
أما عن العوامل الجينية والهرمونية فقد كشفت دراسات تخصصية نشرتها عدد من القنوات الصحية والعالمية بأن متوسط الأعمار المتوقعة للنساء تتجاوز الرجال، ويدخل ضمن أبرز الأسباب التركيبة الجينية للرجال، إذ أن أحد الأسباب المحتملة يمكن أن يعود إلى الدور الذي تلعبه الكروموسومات المحددِّة للنوع.
حيث يوجد عند النساء كروموسوما XX بينما يوجد عند الرجال كرومسوم من نوع Y، وبما أن الكرومسومات تحتوي على جينات فإن نوع X منها يحتوي على الكثير من الجينات المساعِدة على البقاء على قيد الحياة وهو ما يوجد لدى النساء، هذا وقد لفت الاختصاصيون إن الأجنة الذكور تموت بمعدلات أعلى من الأجنة الإناث».
هرمونات بين ارتفاع وانخفاض
وعن الهرمونات تتفق آراء ونظريات الاختصاصيين بما ذكره البروفسيور حسن جمال للوطن أن ارتفاع هرمون التستوستيرون لدى الرجال يرفع من معدل الإصابة بالأمراض الخطرة وبالتالي الوفاة، وهو الهرمون، الذي يجعل الجسم أكبر وأقوى، ومسؤول عن معظم صفات الذكورة كعمق الصوت ونمو شعر الصدر وغير ذلك.
وترتفع معدلات الوفيات بين الذكور أثناء ارتفاع نسبة هرمون التستوستيرون، أما عند النساء فإن نقص هرمون الاستروجين يسبب نقص في الأعمار، ويعرف عن الاستروجين بأنه المسؤول عن الرغبة الجنسية ويعمل كـ«مضاد للأكسدة»، حيث يتصدى للكيماويات السامة المسببة لإجهاد الخلايا.
زيادة العمر هدف
من جانب آخر كانت منظمة الصحة العالمية قد نشرت سابقًا أن متوسط العمر المتوقع عند الولادة لسُكان العالم هو 72 عامًا، لكن عند توزيع هذا المتوسط بحسب النوع، حصلت النساء على 74 عامًا وشهرين، بينما حصل الرجال على 69 عامًا وثمانية أشهر.
فيما أعلنت هيئة الإحصاء أن زيادة العمر المتوقع للإنسان في المجتمع السعودي إلى 80 عامًا، يعد من أبرز الأهداف الأساسية لرؤية المملكة 2030 ولتحقيق هذا الهدف قامت القطاعات الحكومية المعنية بحملات توعية صحية مكثفة، وتنظيم عدد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وصحة الإنسان.
وبحسب الإحصاء للسعودي يبلغ متوسط عمر النساء في المجتمع 77 عامًا، وهو أكبر من عمر الرجال بـ 5 سنوات، والمقدر 72 عامًا للرجال.