حقق علماء تطورا كبيرا في طريقة محاربة مرض الحصبة من خلال تطوير لقاحات ستقضي على هذا المرض إلى الأبد.

واكتشف علماء أمريكيون كيف يمكن للجسم المضاد المعدل (أجسام مضادة تدافع عن الخلايا ضد العوامل الممرضة أو الجزيئات المعدية عبر تعديل أي تأثير حيوي تحمله، وتُفقد هذه الجسيمات قدرتها على العدوى أو الأمراض) أن يمنع الفيروس الشديد العدوى.

وأوضحوا أنه عندما يلتقي فيروس الحصبة بخلية بشرية تتضح الآلية الفيروسية لتكشف الأجزاء الرئيسية التي تسمح له بدمج نفسه في غشاء الخلية المضيفة. وفور اكتمال عملية الاندماج، تصبح الخلية البشرية «هالكة»، وتنتمي إلى الفيروس.


وعمل العلماء في معهد لا جولا لعلم المناعة (LJI) بكاليفورنيا على تطوير لقاحات وعلاجات جديدة ضد الحصبة توقف عملية الدمج هذه، وفق «روسيا اليوم».

ومرض الحصبة الشديد العدوى ينتقل عبر الهواء، وهو يصيب الأطفال أكثر من غيرهم. وعلى الرغم من الجهود المكثفة المبذولة في مجال اللقاحات، لا يزال الفيروس يشكل تهديدا صحيا كبيرا.

ولا يوجد علاج محدد للحصبة، لذلك يبحث العلماء عن أجسام مضادة لاستخدامها علاجا طارئا للوقاية من المرض الشديد.

واستخدم فريق العلماء أخيرا تقنية تصوير تسمى «المجهر الإلكتروني بالتبريد»، لإعطاء صورة مفصلة عن كيفية تحييد الجسم المضاد القوي الفيروس قبل أن يكمل عملية الاندماج.

وقالت البروفيسورة إيريكا أولمان سافير من معهد لا جولا لعلم المناعة: «الأمر المثير في هذه الدراسة هو أننا رصدنا لقطات لعملية الاندماج في أثناء العمل. إن سلسلة الصور تشبه كتابا مطويا، حيث نرى لقطات طوال عملية نشر بروتين الاندماج، ولكن بعد ذلك نرى الجسم المضاد يربطه ببعضه البعض قبل أن يتمكن من إكمال المرحلة الأخيرة في عملية الاندماج».

وتابعت: «نعتقد أن الأجسام المضادة الأخرى ضد الفيروسات الأخرى ستفعل الشيء نفسه، ولكن لم يتم تصويرها بهذه الطريقة من قبل».

ويقول فريق البحث إن اكتشافهم «الواعد»، الذي نُشر في مجلة Science، قد يكون مهما خارج نطاق الحصبة، لأنه مجرد عضو واحد في عائلة فيروسات Paramyxovirus الأكبر، التي تشمل أيضا فيروس «نيباه» القاتل.