إنه التحول الشامل: كيف أعاد الأمير محمد بن سلمان صياغة ملامح المملكة بطموح يعانق السماء، فهي رحلة محمد بن سلمان لتغيير وجه السعودية للمزيد من الأمجاد!
سنتكلم في هذا المقال بلغة الأرقام والمعايير الدولية والمؤشرات العالمية للدول وأيضًا سنضع بعض المقارنات قبل وبعد الرؤية.
لقد شهدت السعودية تحولات جذرية في عهد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الذي أحدث ثورة في السياسات والبرامج التنموية، مما أدى إلى تغييرات ملموسة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية وحتى الرياضية للبلاد.
سياسيا:
اتخذت المملكة خطوات كبرى ومتنوعة وهذه الخطوات تعكس استراتيجية المملكة لتعزيز دورها كلاعب رئيسي على الساحة الدولية وتأمين مصالحها الوطنية في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية
فقام الأمير محمد بن سلمان بتوسيع نطاق السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية من خلال تنويع تحالفاتها الإستراتيجية على الصعيد العالمي. هذا التوجه يعكس رغبة المملكة في تعزيز علاقاتها مع قوى عالمية متعددة وليس الاعتماد على الغرب والولايات المتحدة فقط.
تحالفات مع الشرق:
الصين: المملكة وقعت عدة اتفاقيات إستراتيجية مع الصين، تشمل مجالات متنوعة مثل الطاقة، التجارة، والاستثمار. ولي العهد أكد على أهمية العلاقات مع الصين كجزء من «رؤية 2030» لتنويع الاقتصاد السعودي
روسيا: تعاونت السعودية مع روسيا في مجالات الطاقة والاستثمار، وأجرى ولي العهد مباحثات مع الرئيس الروسي لتعزيز العلاقات الثنائية
تحالفات مع مجموعة بريكس: وهي المجموعة التي تشكل ثلث الناتج المحلي العالمي وحوالي % 80 من إنتاج النفط العالمي.
المملكة شاركت في اجتماعات مجموعة بريكس، وأعرب ولي العهد عن تقديره للدور الذي تلعبه المجموعة في دعم القضايا الإقليمية والدولية.
أوبك بلس: والتي تتحكم بحوالي % 60 من انتاج النفط العالمي،
توجت السعودية كقائدة لهذه المجموعة وهي اللاعب الأكثر تأثيرًا ونفوذًا في مجموعة تتحكم بطاقة العالم
الحفاظ على تحالفات مع الغرب:
بالرغم من توسيع العلاقات مع الشرق، لا تزال المملكة تحافظ على علاقاتها الإستراتيجية مع الغرب، وتعمل على تعزيز التعاون في مجالات مثل الأمن، الدفاع، والاقتصاد.
تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة:
تسعى السعودية لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة من خلال تنويع شراكاتها الإستراتيجية وتعزيز الاستقلالية في سياستها الخارجي ولكن في الوقت نفسه وسعت تعاونها مع أمريكا في مجالات أخرى حديثة غير المجالات التقليدية للتعاون بين البلدين مما زاد من حجم التعاون الكلي وتنوعه والاقتصاد:
أطلق الأمير محمد بن سلمان مشروع «رؤية المملكة 2030»، الذي يهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد على النفط وتحفيز الاستثمارات في مختلف القطاعات. كما عمل على تنمية صندوق الاستثمار العام وزيادة مساهمة الشركات الصغيرة والناشئة في الناتج المحلي.
قاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سياسات مالية توسعية مما جعل المملكة العربية السعودية واحدة من أسرع اقتصادات مجموعة العشرين نموًا. وتهدف الرؤية إلى توسيع القاعدة المعدنية والتكنلوجية والصناعية، وخلق فرص العمل، وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر، وتوسيع الأسواق المالية.
تُظهر هذه الإنجازات الطموحة كيف أن الأمير محمد بن سلمان لم يقتصر على تحديث المملكة فحسب، بل عمل على إعادة تشكيل دورها الاقتصادي الإقليمي والدولي، مما يعكس رؤية إستراتيجية لمستقبل مزدهر ومستدام للمملكة العربية السعودية
• يعد صندوق الاستثمارات العامة عامودًا رئيسيًا لرؤية 2030،
حجم صندوق الاستثمارات العامة:
قبل الرؤية: كان حجم أصول الصندوق حوالي 570 مليار ريال سعودي (152 مليار دولار) بنهاية عام 2015.
بعد الرؤية: ارتفعت أصول الصندوق إلى 1.5 تريليون ريال سعودي (400 مليار دولار) بنهاية عام 2021.
ومع أصول حالية بقيمة 925 مليار دولار وخطط لمضاعفة الأصول والوصول إلى أكثر من ترليون دولار بحلول 2030، والاستثمار بكثافة في الاقتصاد المحلي، وخلق 1.8 مليون وظيفة.
الاعتماد على النفط:
قبل الرؤية: كانت الإيرادات النفطية تشكل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي والغالبية العظمى من ميزانية الدولة.
بعد الرؤية: اصبح النفط يشكل أقل من النصف من الناتج المحلي وأيضًا ارتفع حصة الأنشطة غير البترولية لتشكل حوالي % 50 من الناتج المحلي وتوقعت مؤسسة موديز أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بين 3 و%4 سنويًا حتى عام 2030.
حجم الاقتصاد الكلي:
قبل الرؤية: كان الناتج المحلي الإجمالي يقارب 670 مليار دولار في عام 2015.
بعد الرؤية: أن يتخطى الناتج المحلي الإجمالي حاجز تريليون دولار بحلول نهاية 2022.
المرتبة الاقتصادية العالمية:
قبل الرؤية: كانت هناك تحديات متعلقة بتقلبات أسعار النفط ويرتفع وينخفض الاقتصاد تبعًا لأسعار النفط
بعد الرؤية: توقع التقرير العالمي أن يتزايد حجم اقتصاد المملكة ليحتل المرتبة 13 عالميًا بحلول عام 2030.
مؤشرات النمو الاقتصادي:
الناتج المحلي الإجمالي (GDP):
نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي: تشير التقديرات الأولية إلى نمو بنسبة حوالي %2.6 لعام 2024 و%5.9 في 2025
مؤشرات التضخم:
معدل التضخم: يُعد معدل التضخم مؤشرًا على مستوى الأسعار في الاقتصاد وتأثيره على القوة الشرائية. تشير التوقعات إلى تراجع التضخم العالمي من %6.8 في 2023 إلى %5.9 في 2024 و4.5% في 2025 بينما معدل التضخم في السعودية بلغ معدل التضخم %1.6 في مايو 2024
مؤشرات البطالة:
معدل البطالة: يُقاس معدل البطالة لتحديد نسبة القوى العاملة التي لا تجد عملاً. تُظهر البيانات تباينًا في معدلات البطالة بين الاقتصادات المتقدمة والنامية وسجل معدل البطالة عند %4.4 في الربع الثالث 2023.
الميزان التجاري:
الميزان التجاري: سجلت المملكة فائضًا تجاريًا قدره 33.4 مليار ريال سعودي في مارس 2024.
الحساب الجاري:
الحساب الجاري إلى الناتج المحلي الإجمالي: بلغت نسبة الحساب الجاري إلى الناتج المحلي الإجمالي %5.9 في ديسمبر 2023.
الدين الحكومي:
الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي: بلغت نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي %24.8
مؤشر مديري المشتريات للتصنيع: بلغ مؤشر مديري المشتريات للتصنيع 56.4 نقاط في مايو 2024.
التنافسية العالمية:
قفزت السعودية في المؤشر العالمي للتنافسية (IMD) من الرتبة 25 في العام 2016 إلى الرتبة 16 في العام الحالي، بمجموع نقاط 79.83 من 100.
السياحة: فتحت المملكة قطاعات جديدة للاستثمار ومن أهمها السياحة وتستثمر 800 مليار دولار في السياحة، مستهدفة 150 مليون زائر بحلول عام 2030 بعد أن وصلت مسبقًا لهدفها 100 مليون سائح قبل الوقت المتوقع.
المشاريع الكبرى
أطلقت المملكة مشاريع كبرى، بل تعتبر حاليًا من أكبر ورش عمل على مستوى العالم، نيوم ويعتبر المشروع الأكبر على مستوى العالم، البحر الأحمر والقدية والمربع ومطار الملك سلمان، قائمة المشاريع الكبرى أو الغيغا لا يتسع المجال لذكرها أو وصفها فهي تحتاج مقالات مستقلة لتغطية بعضها.
المجال الاجتماعي:
سأتطرق لنقطة واحدة من عشرات المجالات التي تم تحسينها في المجال الاجتماعي. أحدثت رؤية 2030 تغييرات اجتماعية بارزة، منها تمكين المرأة السعودية ، وتحسين بيئة العمل للمرأة، وزيادة فرص عملهن , هناك اجماع عالمي على الخطوات التي اتخذتها الرؤية لتمكين المراة ، هذا غير التحسينات الهائلة في المجالات الأخرى وخصوصا الترفية الذي اصبح مضرب مثل عالمي، ورفع جودة الحياة.
المجال الرياضي
في المجال الرياضي: شهدت الرياضة السعودية نقلة نوعية، حيث تم التعاقد مع كبار النجوم العالميين ، واستضافة فعاليات رياضية دولية كبرى، مما أسهم في تعزيز مكانة الرياضة السعودية عالميًا، بل ان المملكة أصبحت لاعبا دوليا مهما في عدة رياضات حول العالم مثل الغولف والتنس والملاكمة.
كما ذكرنا، صعب جدا ان تحيط حتى بأطراف الرؤية ومنجزاتها لأنها متشعبة وتشمل كل نواحي الحياة تقريبا، وانجازاتها اكثر من ان تعد في مقال أو عدد كامل، لكن هذه الحقائق والأرقام والمراتب تعكس الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الحالي للمملكة، والأتي افضل واحسن، والطموح عنان السماء حرفيا وعمليا .
فعلا رؤية وعهد جديد ومسار التجديد ورحلة الأمير محمد بن سلمان في إعادة تعريف الهوية السعودي ورفعتها وسموها عالميا مع الاحتفاظ بأصالته.