أكدت الولايات المتحدة مجددًا التزامها بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان، وجاء ذلك بعد أن أدانت إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيا جديدًا وحثت النظام الشيوعي على الامتناع عن المزيد من الأفعال التي تزعزع الاستقرار.

حيث قالت القوات المسلحة في كوريا الجنوبية إن صاروخا يشتبه أنه فرط صوتي أطلقته كوريا الشمالية انفجر أثناء تحليقه في الجو، وذلك في ظل احتجاج كوريا الشمالية على نشر حاملة طائرات أمريكية إقليميا لإجراء مناورات عسكرية مع كوريا الجنوبية واليابان.

وذكرت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في بيان أنها علمت بشأن إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا وتجري مشاورات عن كثب مع كوريا الجنوبية واليابان وحلفاء وشركاء إقليميين آخرين.

عملية الإطلاق

وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إنها رصدت عملية الإطلاق لكنها لم تذكر مزيدا من التفاصيل، قائلة إن تحليلا جار للموقف، وفقا لوكالة يونهاب للأنباء. وجاء الإطلاق الأخير وسط تصاعد التوترات عبر الحدود بسبب استمرار كوريا الشمالية في إطلاق بالونات تحمل قمامة إلى كوريا الجنوبية.

وكانت آخر مرة أطلقت فيها كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه بحر الشرق في 30 مايو.

مناورات الذخيرة

وفي وقت لاحق أجرت كوريا الجنوبية مناورات بالذخيرة الحية على طول حدودها البحرية الغربية المتنازع عليها مع كوريا الشمالية، وهي الأولى منذ تعليق اتفاق 2018 مع الشمال الذي يهدف إلى الحد من التوترات العسكرية على الخطوط الأمامية في أوائل يونيو.

وفي مكالمة هاتفية ثلاثية، أدان دبلوماسيون كبار من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان إطلاق الصاروخ باعتباره انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة، واتفقوا على الحفاظ على التنسيق الوثيق بشأن كوريا الشمالية، وفقًا لوزارة الخارجية الكورية الجنوبية.

الاختبارات الصاروخية

وأجرت كوريا الشمالية سلسلة من الاختبارات الصاروخية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت منذ عام 2021 في محاولة واضحة لاكتساب القدرة على اختراق دروع الدفاع الصاروخي لمنافسيها. ويتساءل الخبراء الأجانب عما إذا كانت الصواريخ قد حققت السرعة المطلوبة والقدرة على المناورة خلال الرحلات التجريبية. وفي السنوات الأخيرة، قامت كوريا الشمالية أيضًا بتطوير المزيد من الصواريخ التي تستخدم الوقود الصلب، ومن الصعب اكتشاف إطلاق مثل هذه الصواريخ مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، والتي يجب تزويدها بالوقود قبل الإقلاع.

حرب باردة

وجاء الاختبار الصاروخي في الوقت الذي تخوض فيه الكوريتان المتنافستان حربًا نفسية على غرار الحرب الباردة باستخدام البالونات ومكبرات الصوت.

وقالت كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية أطلقت بالونات كبيرة تحمل على الأرجح نفايات عبر الحدود لليوم الثالث على التوالي. وقد أسقطت عمليات الإطلاق السابقة السماد وأعقاب السجائر ونفايات البطاريات وقصاصات القماش وأوراق النفايات في كوريا الجنوبية.

وأدى إطلاق البالونات إلى تعليق عمليات الإقلاع والهبوط في مطار إنتشون الدولي في كوريا الجنوبية، على بعد حوالي ساعة بالسيارة من الحدود، لمدة ثلاث ساعات، في ثاني اضطراب من نوعه منذ بدء إطلاق البالونات الكورية الشمالية في 28 مايو، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية.

وتقول كوريا الشمالية إنها ترد على بالونات أطلقها نشطاء كوريون جنوبيون حملت منشورات سياسية إلى الشمال.