في وقت اشتكى فيه معلمون من أنهم محكومون بمواعيد محددة للإجازات السنوية وعلى الأخص الصيفية التي تصادف دائمًا ذروة موسم السياحة في معظم دول العالم، وبالتالي يتصادف ذلك مع ارتفاع أسعار حجوزات الطيران والفنادق، أجمع مهتمون بشأن السياحة والسفر الداخلي والخارجي، على أن الإجازة المحددة مسبقًا، قد تكون فرصة مثالية للمعلمين تمكنهم من التخطيط والحجوزات المبكرة للسفر خلال الإجازة، وذلك حتى قبل 5 أشهر من موعد السفر، وهو ما يتيح لهم الحصول على أسعار مخفضة تصل إلى 25% من السعر الرائج إذا ما تأخروا بالحجوزات حتى قبيل السفر بقليل.

ونصح خبراء في السفر والسياحة والترفيه، المعلمين بإجراء الحجوزات المبكرة خصوصًا أن أيام إجازاتهم الصيفية والنصفية محددة مسبقة، وأن يستفيدوا من حجوزات شركات الطيران التي تتيح إمكانية التعديل على موعد الرحلة في أوقات لاحقة، برسوم رمزية، أو حتى إلغاء الرحلة، واسترداد قيمة التذكرة بعد حسم رسوم رمزية من تلك القيمة، كما نصحوا المعلمين كذلك باختيار وجهات سياحية ذات كثافة أقل بالسائحين.

60 يومًا

طالب معلمون بالحصول على تخفيضات خاصة بهم خلال موسم الإجازات، لمواجهة ارتفاع أسعار تذكر الطيران وحجوزات الفندق والتنقلات خلال إجازاتهم الصيفية التي تتزامن مع موسم الذروة السياحية، مؤكدين خلال أحاديثهم لـ«الوطن» أنهم محكومون بمدة زمنية محدودة قد لا تتجاوز الـ60 يومًا كحد أقصى، وخلالها ترتفع أسعار التذاكر نتيجة للزيادة الكبيرة في الطلب.

برامج خاصة

أرجع رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية السياحية في الأحساء شاكر العليو ارتفاع أسعار تذاكر الطيران خلال موسم إجازة المعلمين إلى سببين، وهما محدودية أيام الإجازة وقصرها على شهرين فقط، وتركيز السفر على وجهات سياحية «محدودة» فقط، ما يتسبب في خلق حالة من الضغط على تذاكرها، وعلى حجوزات الفنادق، وسيارات الأجرة، وارتفاع أسعار المطاعم والبضائع خلال فترة الموسم السياحي فيها تبعًا لقانون العرض والطلب (طلب عالي، وقلة العرض).

وأضاف أن «الإشكالية الكبرى في ذلك هي في اتخاذ قرار السفر قبل موعد السفر بأيام قليلة جدًا».

وأبدى العليو استعداد الجمعية لتخصيص «برامج» سياحية داخلية وخارجية تستهدف المعلمين على أن تكون بأسعار مخفضة، شريطة الحجز المسبق للمعلمين عن طريق الجمعية التي تمثل بيت خبرة، وفيها خبراء ومتخصصون في تنظيم الرحلات والسفر.

ولفت إلى أنه يمكن لوزارة التعليم وإدارات التعليم في المناطق والمحافظات أن تسهم في الأمر، حيث يمكنها أن تعقد شراكات مع جهات وبيوت خبرة في السياحة والسفر، يكون هدفها توفير «بكجات» سياحية للمعلمين بأسعار مناسبة، وذلك ضمن الشراكة المجتمعية، لا سيما أن المعلمين شريحة غالية في المجتمع، تقدم رسائل هادفة، ومن الأولى تقديم الدعم والمساندة لها من جميع الجهات والأفراد في المجتمع.

ذروة الغلاء

بدوره، أوضح الخبير الدولي في اقتصاديات السياحة، خالد آل دغيم أن المعلمين في كثير من بقاع العالم يحصلون على مزايا كثيرة تقديرًا لدورهم في بناء الأجيال، وقال «احترامًا لدور المعلمين، فإنهم يحتاجون من الجميع، مسؤولين ومجتمع الوقوف إلى جانبهم».

وتابع «تتزامن أيام إجازات المعلمين مع الموسم وذروة الغلاء في النقل والسكن وبرامج الترفيه، والجميع يطالب أن يكون لهم ميزة بتعاون الجميع».

وأضاف «أعتقد أن وزارة التعليم بالتعاون مع القطاعين العام والخاص والقطاع الثالث بشكل عام، يمكنها أن تطلق مبادرة تخدم وتدعم وتساند المعلمين وتخفض فاتورة السياحة والترفيه عليهم وعلى أسرهم».

مبادرة المكاتب السياحية

من جانبه، دعا حسن العلي «مهتم بالسفر الاقتصادي» المسؤولين في وزارة التعليم إلى التوسع في طرح عروض ومزايا للمعلمين على المشتريات، ومن بينها على الأخص خصومات على شراء تذاكر السفر، تقديرًا لجهود المعلمين طوال العام الدراسي.

كما طالب بأن تبادر المكاتب السياحية، وشركات الطيران في تقديم هدايا للمعلمين على جهودهم خلال الفصول الدراسية على شكل تخفيضات، بما يساعدهم على السفر خلال فترة الصيف، وهذا سيكون له أثر كبير على منسوبي التعليم.

تضاعف الأسعار

يوضح علي العلي، وهو «مستشار سياحة وسفر» أنه في أوج الموسم ومع بداية الإجازة الصيفية يبحث المعلمون والطلاب عن مُتنفس خلال هذه الفترة المحدودة، وغالبًا ما يصطدمون بواقع أن الأسعار تضاعفت أكثر من 4 مرات، عما كانت عليه قبل فترة بسيطة، ويتساءل كثيرون، هل يُمكن أن يكون هناك خصومات وأسعار خاصة للقطاع التعليمي وذويهم لارتباطهم بالمسيرة التعليمية؟ وهذا في الواقع يطرح تساؤلات حول جدية عروض التخفيضات التي تطرحها شركات الطيران، ولماذا لا تشمل هذه العروض موسم الإجازات على الأخص لفئات معينة مثل المعلمين؟.

ويقول «كلما زاد الطلب على سلعة أو خدمة يرتفع سعرها، والعكس صحيح، ولعل زيادة عدد مقدمي الخدمة سيؤدي حتمًا إلى تخفيض أسعار المقاعد المتاحة، حتى لو كانت في فترة الصيف، ونحن نعلق آمالًا كبيرة على شركات الطيران المحلية الوطنية التي ستبدأ العمل في 2025، وأعتقد أنه سيكون لها دور في عمل توازن إقليمي مع الشركات الاقتصادية، التي تقدم هذه الخدمات، كما أن دخول شركات طيران عالمية تبدأ رحلاتها قريبًا من مطارات مختلفة في المملكة، سيؤثر إيجابًا في توفير مزيد من المقاعد المتاحة ويخفض أسعار تذاكرها».

نصائح ثمينة

يعرض العلي جملة من النصائح التي يرى أنها تساعد المعلمين على تقليل التكلفة للحصول على التذاكر في الإجازة الصيفية، ومنها:

1• الخطة الدراسية:

يتم وضع الخطة الدراسية مسبقًا، وتحدد فيها بوضوح مواعيد الإجازات ومددها، وهذا ما يجعلها واضحة أمام الجميع، وهي تمكن المعلم من إجراء حجوزاته القابلة للتعديل للسفر قبل أشهر من موعد السفر، وإمكانية التعديل والاسترداد تجعله في مأمن حال حدوث طوارئ تستدعي إلغاء رحلته.

2• الحجز الفصلي:

إن حجز الرحلات الجوية في الشتاء لاستخدامها في الصيف، يُشبه شراء معطف صوفي خلال فترة الصيف لاستخدامه في الشتاء، قد يسخر منك البعض، لكن حتمًا تعرف ماذا تُريد؟.. وأنت الرابح في نهاية المطاف.

3. استخدام فترة التخفيض:

تؤكد بيانات موقع Google Flights، أن أسعار تذاكر الطيران تميل إلى الانخفاض قبل حوالي 3 أشهر فقط من العطلة، ثم تعاود الارتفاع، وبالتالي يمكن استثمار فترة الانخفاض لشراء تذاكر بأسعار جيدة.

4. فرصة جيدة:

يمكنك تحسين فرصك في الحصول على صفقة جيدة، إذا دفعت بالنقاط أو الأميال، حتى عندما ترتفع الأسعار في اللحظة الأخيرة بشكل كبير.

غالبًا ما تخفض شركات الطيران أو معظمها أسعارها بصورة كبيرة عند الدفع بالأميال في محاولة لملء طائراتها قبل الإقلاع.

5. برنامج الاشتراك:

هناك شركات طيران دشنت برامج الاشتراك الشهري، وهي برامج تمكنك من حجز تذاكر بسعر ثابت طوال العام، وحينها لن ينطبق عليك تأثير التسعيرة الصيفية للطيران.

6. تفعيل التنبيهات

تذكر أن أسعار التذاكر، يمكن أن تتغير عشرات المرات قبل الإقلاع الفعلي للرحلة، لذلك بالإمكان تفعيل التنبيهات في موقع الرحلات، وحينما تصل الأسعار للمستوى الأدنى والملائم لك، بإمكان البدء فورًا بالحجز.

7. مرونة السفر:

المسافرون الذين يتمتعون بالمرونة في السفر، يمكنهم حجز رحلاتهم في الأيام الأقل رغبة خلال الأسبوع، وبذلك يستطيعون توفير حتى 39% من تكلفة حجوزاتهم.

8. طيران الشارتر:

تميل بعض الشركات إلى استئجار طائرات بكامل مقاعدها، طيران عارض (رحلات الشارتر)، وتقوم بتسييرها بحسب الاحتياج والطلب لديها، وغالبًا، تتم هذه الرحلات خلال فترة الصيف لتغطية نقص الطيران على بعض الوجهات الإقليمية، ويتم تنفيذ هذه الرحلات غالبًا عبر شركات السفر التي تعمل رحلات جماعية، وتكون أسعار هذه الرحلات غالبًا أقل كُلفة من تسعيرة شركات الطيران الرئيسة.

نصائح للحصول على تذاكر سفر مخفضة

1. خطّط للسفر في أيام الأسبوع ذات أرخص سعر.

(الثلاثاء والأربعاء عادة من أرخص الأيام، والجمعة من الأغلى)

2. أحيانًا تكون الرحلات المبكرة مثلًا رحلات الساعة 6 صباحًا أقل تكلفة.

3. ترتفع أسعار التذاكر عادة قبل 3 أسابيع من موعد الرحلة.

4. استخدم وضع التصفح المتخفي عند البحث عن التذاكر.

(عدم الكشف عن هويتك عند البحث عن التذاكر يعد من إحدى طرق حجز تذاكر طيران رخيصة التكلفة)

5. احجز تذاكر الطيران بشكل فردي.

(توفر شركات الطيران عدة فئات أسعار مع عدد قليل من المقاعد في كل منها بأسعار مختلفة. إذا كنت ترغب في حجز 4 تذاكر للسفر كمجموعة ووجدت مقعدين فقط متبقيين في فئة التعريفة الأدنى، فسيمنحك النظام الآلي درجة السعر الأعلى لجميع التذاكر الأربع).

6. شغّل إشعارات تنبيهات الأسعار لوجهات أو رحلات ترغب بها وستصلك رسالة عند ارتفاع الأسعار أو انخفاضها.

7. فكر بمطارات مختلفة كوجهة للمغادرة والوصول لأن مزيدًا من الخيارات تزيد من فرصتك في الحصول على إشعارات الرحلات الجوية الرخيصة.

8. سجّل في مواقع الحجز للحصول على العروض الترويجية.

9. احصل على بطاقة ائتمان السفر.

10. سافر بالاستفادة من الأميال.

11. انضم إلى برامج المسافر الدائم.

12. لا تنخدع بالتكاليف المخفية مع شركات الطيران منخفضة التكلفة.