لعلي أستهل مقالي بعبارة ( العقول هي ميزان العلوم)، وليس كل ما يقال ويتداول نعتبره علماً نافعاً، وكذلك ليس كل من نشر وروج عبارات منمقة ومستساغة للقلوب نعتبره عالماً حقاً.

فإن أتاكم الخبر فتبينوا منه ولتتأكدوا إنه العلم اليقين. وهذا ما أتمناه عند قراءة المقال والتمعن في مسألة الصدفة اللا منطقية وأنها حقيقة بدء الوجود عند الملحدين.

والأهم عند قراءة المقال ألا يتم استخدام الأيدي لإغماض الأعين وقفل الآذان وإغلاق الأفواه، بل البحث عن الحقيقة، والتفكر والتدبر فيما سيتم ذكره دون التحيز لطرف دون أخر.

يدعي الملحدون بأنهم أصحاب منهج علمي وتوجهات فلسفيه منطقيه يبنون عليها أنظمتهم فتكون نبراسا لهم فيما يعتقدون به، وهم بذلك لا يؤمنون بالأديان السماوية ولا الرسل عليهم السلام وإنما يعتبرون رسالاتهم ضربا من خيال الخرافات والقصص والأساطير غير المثبتة علمياً.

كما أنهم يبنون على الظواهر العينية في نظرياتهم مع غياب أي امر حسي ومعنوي غير ملموس. ولا ننكر أن استخدام العقل امر محمود وجميل خصوصاً عندما يكون ميزانا للفكر والتبحر والتدبر. ولكن عندما تكون هنالك شواهد لا يكون تفسيرها سوى الصدفة والاحتمالات فعندها نطلق أن البرهان غير منطقي وليس بمنهج علمي محكم.

ولعلنا نبدأ بنقطة لتكون بداية للحوار مع صاحب العقل والعلم وقارئ الكتب وصاحب الأبحاث والنظريات، فما هو رأيك إن قلت لك بأني قد قرأت كتابا جميلا ومفيدا و كُتب من دون كاتب، والأكثر استغراباً أنه وُجد وطُبع ونُشر بالصدفة!

فمن البديهي أن يقال مستحيل أن يكون الكتاب قد كتب نفسه ونسق محتوياته وموضوعاته دون كاتب؟ ولعلها معضله عندما تؤمن بوجودك كحقيقة ملموسة وعينية في كون متسع ومحكم بمنظومة بيئية حياتية من دون أن يكون له منشئ ومدبر!

فهل الإيمان بأن عالمنا صدفة وكل ما نراه من علامات ومخلوقات أيضاً صدفة حصلت بعد الانفجار الكبير The big bang حسب نظرية إليكساندر فريدمان؟ ونتج من الانفجار نزول المركبات الكيميائية فشكلت عناصر مركبة متطورة عبر ملايين السنين وانتتجت ما نحن عليه الأن وما نراه من حولنا وما هو ابعد مما حولنا؟

لنعود لعالمنا البسيط ونسأل هل الصدفة لها قيمة في المجتمع العلمي والبحثي؟ فهل يمكن أن نحصل على جائزة أفضل بحث علمي أو طبي دون تجهيز واختبارات وتحليلات وجمع بيانات واستنتاجات وأن نكتفي بالقول وجدنها بالصدفة؟

وقد يتساءل الملحدون كيف نثبت وجود الخالق وهو صاحب علم مبني على التجربة والملاحظة، والإجابة بشكل مبسط ومبدئي فكما علمت بوجود الهواء والذي يحمل مجموعة العناصر المركبة والتي تحمل الرائحة العطرة فتحس بوجودها دون أن تراها عياناً، عندها تستطيع أن تفسر وجود ما هو أعظم من دون أن تراه.

و الآن دعونا نقف على أرض الملحدين ونقبل فرضاً أن الصدفة هي سيدة الموقف، فهل يعقل أن تدوم الكواكب في دورانها والأكوان في جريانها و المخلوقات في تطوراتها و الجمال في إبداع تكويناتها بداعي الصدفة المحضة فقط!

لنقبل مرة أخرى هذا الافتراض الجدلي و أنه من الممكن أن يحصل كل ذلك بداعي الصدفة، ولكن! هل من الممكن أن تكون الصدفة في عالم الاحتمالات متكررة بنفس النسق؟

بمعنى آخر هل إذا رميت مجموعة غير منتهية من الأحرف في الهواء فنزلت لتشكل بيت شعر تكون صدفه؟ وتعود لترميها مرة أخرى فتشكل قصة فتكون صدفة؟

وما بعد الانفجار الكبير أن تنزل الأحماض الأمينية والمركبات الكيميائية وقد وجدت وتطورت بالصدفة بزعم نظرية التطور لتشارلز داروين فتشكل الطير والخيل والبشر والشجر والورد والنحل بالصدفة وذلك بحدوث الطفرات الجينية! وهذا ما يعرف بنظرية الانتقاء العشوائي Random Selection Theory، فهذا النهج ليس علمياً وليس منطقياً، بل أن ذلك يجعل الملحدين هم أصحاب الأساطير ليثبتوا عجزهم عن الإجابة.

إن افترضنا أن الطبيعة خلقت نفسها فمن خلق مكوناتها من قبل؟ و إن كان أصل الإنسان قرد كما يدعي داروين، فمن خلق القرد أصلاً و من رتب له جداول الحمض النوويDNA في خلاياه ليستنسخ نفسه ضمن دورة التكاثر الطبيعية؟ أهي الصدفة مرة أخرى؟

لربما يأتي البعض ليقحمنا بالقول قد قبلت أن يكون الخالق موجودا فمن خلقه ومن أين وكيف أتى؟

في الحقيقه هذا السؤال يفرحنا لأنه اعاده الى طريق الحق واقر ببطلان الصدفة اللامنطقية و أن للكون خالق. و أما مسألة من خلق الخالق فهي حلقة مفرغة متعبة مجهدة لتعود بالسائل للبداية نفسها وهي بداية الخلق. ولكن دعونا نخوض في ذلك و إن فرضنا أن لله خالق أكبر والله أجل وأكرم وأعز بإن يكون له وحاشاه و لكن عندها سيعود السائل مرة أخرى ليسأل من خلق ذلك الخالق الأكبر و يدخله الوسواس في دوامة متعبة غير منتهية للسؤال نفسه في كل مرة . فكان الجواب من العزيز الرحمن في قوله تعالى: ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) وقوله عز و جل:( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون). و لصاحب العلم القدرة على أن يتبصر و يتذكر و يتدبر و يتفكر ليتيقن بأن هذا الكون استحالة أن يكون مجرد صدفة مزعومة أو أن يكون من غير صنع و تدبير إلا اذا كان مكابرا بجهالة.

و عند البحث أكثر نجد إنه من الضروري لوجود حدث محدث لكل ما هو كائن وعندها نتيقن بوجود الخالق و لن نذهب لمتاهات داروين غير المنطقية لنعود للحقيقة تفسها بأنه هو ا لله الواحد الأحد الفرد الصمد، والأساس في الدين هو الايمان بالغيب وأن الإيمان بالله وذلك بعدم رؤيته جهرة وإنما بأثاره هو ذروة الإيمان. فإن علمنا وآمنا بذلك في الدنيا سننعم، و إن علمناه يقينا في الآخرة دون إيماننا به في الدنيا وقتها سنندم على النكران، لأننا في الأخير سنحاسب كبشر ذوي عقل كما خلقنا الخالق و ليس كقرود غير محاسبين كما وصف بعض العلماء أمثال داروين و هلسكي.

وبعد قراءته للآن لعل البعض يطلب بأن نكون أكثر شمولية ونتطرق لنظرية التطور والحديث عن بعض جوانبها الصحيحة والمثبتة علمياً، ولكن قد أثار المقال الفضول الذي بداخلكم حيث أن الكثير من مناصري النظرية يدعمون صحة النظرية من دون أن يناقشوا صحة منشئها، ولنبدأ بأريحية و ذكر أن نظرية داروين فيما يخص تطور الكائنات بها بعض اليقين دون شك في ذلك.

وللأمانة فقد قرأت عنها كثيراً وكنت دائماً أحاول أن أجد تفسيرات أخرى لمعاني الحياة وكيف استطاع البشر وبالعلم معرفة حقيقة الكون، وطبعاً كان يدور في البال البحث عن حقيقة قد توصل لها العلم غير الحقيقة عندنا كمسلمين مسلمين بما لدينا من حقائق منزلة في الكتب السماوية أو ما أخذناه من الرسل عليهم الصلاة والسلام.

أولاً، ماذا نعني بنظرية التطور Evolution Theory ؟

تقول النظرية أن تواجد كل ما هو كائن اليوم قد حدث بواسطة الاختيار الطبيعي العشوائي، وبمعنى أخر أنه بعد حدوث الانفجار الكبير تواجدت أغبرة تعرف بإسم الغبار النجمي (Stardust) وبه مكونات صلبة جامدة وغازات وأتربة ومن خلالها بدأ الاختيار العشوائي لتكوين المركبات والأحماض، وعلى مر السنين تم إنشاء أول خلية حية في تلك الفوضى الكونية. ومن بعد وجود الحياء في أول خلية بدأ التطور في الموجودات من خلال تلك الخلايا لإيجاد كائنات حية مختلفة الأشكال والأحجام.

ومن هذا المنطلق بدأ ريتشارد داروين يتوسع في نظريته ويبدع في تصنيف الكائنات والبحث في تركيباتها الجينية والحيوية ليثبت كيف تطورت بعض أنواع الأسماك إلى زواحف وكيف الزواحف استطاعت جيناتها بالتطور لتكون متنوعة وأكثر تطوراً في بيئات مختلفة. ونحن كمسلمين لا نجد أي تعارض في ذلك فنحن نؤمن بهذا التطور وقد قال الله جل في علاه "ويخلق ما لا تعلمون" أي تطورات تأتي بخلق جديد وهي ضمن تغيرات لتركيبات جينية معينة وتحت ظروف بيئية محددة.

وأما مسألة التقارب بين البشر والقرود فكان بسبب التشابه في عدد أزواج الكروموسومات بينهم حيث أن الإنسان يحمل 23 زوجاً و القرد يحمل 24 زوجاً، و قد برر علماء النظرية بأن الإنسان قد تطور عبر ملايين السنين بدمج زوج واحد من الكروموسومات بزوج أخر ليصبح عددها الكلي 23 زوجاً بينما لم تتطور القردة و كان التميز هنا للإنسان. وحتى هذه اللحظة لازالت هذه النقطة في بحث متواصل وغير منتهية بشكل قاطع، وإنما فكرة الدمج للكروموسومات تعتبر حجة جيدة لكي يتقبل الناس نظرية التطور بشكل شبه لائق.

ولكن كل ما تم ذكره من تطورات حيوية يظل في سياق وجود كائن حي ينبض بالحياة. ومن خلال النقاش مع الدكتور/ نزار بن ياسين البار وهو بروفيسور الطب البشري فقد قام بذكر نقاط هامه في كتابه والذي هو بصدد النشر رداً على الملحد ريتشارد دواكينز (Questions Richard Dawkins can Never Answer) ومنها:

فإن وجب علينا الإيمان بأن الكون كان نتيجة الانفجار العظيم The Big Bang وهو الحدث الفيزيائي الأكبر تاريخياً، فيجب أن يقف العلم احتراماً لهذا الحدث وأن يعطي تفسيراً علمياً لأسبابه ومسبباته؟

فالسؤال الأهم كيف تكونت المادة أصلاً؟ وكيف انتظمت الجزيئات الدقيقة داخل الذرة وما نعنيه (الإلكترون، النيترون، والبروتون، والبوزيترون)؟

ومن بعدها تأتي سلسلة من التساؤلات العلمية ومن دون التطرق للدين تماماً وهو كيف تكونت أول ذرة هيدروجين؟ وكيف تكونت أول ذرة هيليوم؟ وكيف تكونت أول ذرة ليثيوم؟ وكيف تكونت أول ذرة كالسيوم؟ وكيف تكونت أول ذرة زئبق؟ والسؤال الأكبر كيف تم تصميم النظام داخل الذرة ليكون بهذه الدقة المتناهية لمسارات الإلكترونات حول نواتها؟

فهل من الممكن أن يحدث كل هذا بعد الانفجار العظيم تلقائياً؟

وكيف تم تكوين ذرة الهيدروجين والليثيوم والبورليم والبورون والكربون والنيتروجين والأكسجين والفلور والنيون والصوديوم والمغنيسيوم والألمنيوم والسليكون والفوسفور والكبريت والكلور والأرجون وبقية ال 118 عنصراً المعروفة لدينا.

ومن جانب آخر، فإن عمر الكون يبلغ حوالي 13 مليار سنة وعمر الحياة على كوكبنا هو فقط ما بين 3،5 الى 4 مليار سنة وهذا لا يكفي لكي تصنع العشوائية العناصر الخمسة الأولى من الجدول الدوري، ولو افترضنا أن عمر الكون هو 90 مليار سنة فلن يكفي لأن يصنع ربع الجدول الدوري من تلقاء ذاته.

هذا فضلاً عن انتظام الذرات لصنع الجزيئات وانتظام الجزيئات لصنع المواد. ومن خلال الجانب الحيوي الطبي فإن جزيء الإنسولين الأوحد يحتاج إلى أكثر من ألف كوادرليون سنة (وهو مليون مليار سنة) ليتم صناعته عن طريق الانتقاء العشوائي والذي تتحدث عنه نظرية التطور.

وأحد أحد أهم التساؤلات والتي تستحق التأمل والبحث علمياً وعملياً وهو كيف تسربت الحياة إلى المادة؟ وكيف تجمعت المادة الميتة وتراكمت ونشأت داخلها الحياة لتكوين أول خلية حية في هذا الوجود؟

ونضيف كيف تمكنت الخلية الاولى أن تجد طريقها للحياة؟ وما هو السر العلمي عن كيفية صنع أول حامض نووي بداخل الخلية؟ وكيف صنعت أول جدار خلوي لها؟ وكيف صنعت أول ميتوكوندريا؟ وكيف صنعت أول سائل بلازما؟ وكيف صنعت أول إنزيمات؟ فإن الخلية بداخلها 300 ألف إنزيم وكل واحد يحتاج إلى أكثر من أربعة آلاف ترليون سنة وهو ما يتجاوز عمر الكون بآلاف المرات. ولو افترضنا مرة أخرى أن عمر الكون 90 مليار فليس كافياً لصنع حمض نووي به ثلاثة مليار نيوكليوتايد معقد مجتمع بترتيب دقيق يصنع شفرة عالية الدقة المعلوماتية والحساب الرياضي سيكون ضرب عمر الكون في كوادرليون كوادرليون كوادرليون كودرليون ضرب 10 أس ٧٦٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧٧

2 سنة (للعلم هذا رقم رياضي وليس خطأ مطبعيا).

ومن هنا فرصة أن تكون الخلية الأولى في الكون وحدها دون خالق كما تزعم النظرية هو واحد على عشرة أس 678، وكما يُعرف في علم الفيزياء فإن الرقم المستحيل الحصول والمعروف بالرقم الصفري هو واحد على عشرة أس 49 وأما الرقم المكتوب أعلاه فهو أكبر من ذلك بكثير، مما يعني أن النسبية صفرية للأبد، وهذا ينفي صحة فكرة الانتقاء العشوائي وذلك من جانب حسابي.

ولعلنا نذكر بأن مالم يجيب عليه العلم يصبح افتراضاً وقد يتم رفضه بسبب قوة الحجة لرفضه و وهن البرهان لدعمه، فلم يفسر العلم الحديث ولا نظرياته التطورية شرح استمرارية دورة الحياة و بمعنى أخر هو متى يسمح لهذه الخلايا أن تعيش ضمن كائن حي و متى تموت؟

والقصد ماهية الروح؟ والتي بدأت بها الحياة، وبها تستمر الحياة، ومن دونها لا حياة، فما هو سرها ومن أين أتت؟ لعلها تساؤلات لم تنفي نظرية التطور و لكن تقصم منشأها بعدم تقبل الصدفة المذكورة. وبهذا المقال نكون قد بينا نقاط الاتفاق والاختلاف في هذه النظرية والتي يعتبرها الملحدين أساس الحياة.

وفي هذا المقال وضعنا حجة قوية تبين أحد أهم التحديات والتي يجب علينا احترامها وأن نكون عادلين في مناقشتها وهي التحديات العلمية التي ترفض الصدفة ومنها التحديات البيولوجية والبيئية والحسابية. فكيف للصدفة وحدها أن تصنع كم الروعة الهندسية في ذرة الهيدروجين؟ وكيف يمكن للصدفة أن تجعل ذرة الهيدروجين تدخل في اندماج نووية تكون بقية أنواع الذرات التي تصل في كوكبنا إلى 118 عنصراً؟ وكيف للصدفة أن تجمع هذه العناصر المتحابة والمتحاربة فيزيائياً لتكون جزيئات كجزء الماء الذي نشربه وما الذي جعل الماء ضرورة لحياة كل الكائنات؟ لماذا كان الماء ضرورة لحياتنا ولماذا تكون أصلاً إن لم يكن هناك خطة أن نصبح موجودين؟ ولماذا تكون الهواء على الارض بهذه التركيزات الدقيقة ليكون صالحاً لنا إن لم يكن هناك خطة لأن نخلق؟ ولماذا كان موقع الأرض من الشمس وطبقات الغلاف الجوي بهذه الدقة بحيث تصبح صالحة لعيشنا إن لم يكن هناك خطة مسبقة بأن نخلق؟ والأصعب هو من جعل الميت الصلب به حياة، وقد جعل الخالق ذلك تحدياً للبشر لكي يتفكروا في عظمة هذا الحدث فقال عز وجل في كتابه: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون).

لعلنا يجب أن نعترف أن إثبات أن الصدفة هي أصل البداية هو عدم احترام للعقول، فنقول لو كانت صدفة واحدة أو اثنتين لقلنا ممكن أما أن نجمع مليارات التريليونات من الصدف العشوائية في الخلق فكيف سيتم تفسير هكذا نظام فيزيائي محكم ومذهل.

وبعد ذلك كله، يجب على الملحدين احترام أصحاب العقول من يستطيعون وزن الأمور، ويجب عليهم أن يجدوا إجابات شافية وعدم الاكتفاء بالقول بأن العلم في تطور ولم نصل لمعرفة إجابات لهذه التساؤلات، والأحرى هو أن يبدأ الملحد في البحث عن حقيقة الخالق واستخدام ميزان العقل الصحيح دون تحيز لإخفاء حقيقة ما، فوجود الحياة بهذا التناسق والتكامل والانتظام دليل على وجود خطة محكمة من مدبر حكيم.

أسأل الله أن ينير عقولنا ودروبنا لمعرفة الحق المبين وأن يبعدنا عن مراد إبليس وأعوانه.