وأفاد الجلاجل في مداخلة تلفزيونية مع قناة الإخبارية، اليوم، بأن الحالة الصحية للحجاج كانت مطمئنة، خاصة في ظل ما سجلته المشاعر المقدسة من درجات حرارة مرتفعة، مشيرًا في هذا السياق إلى الأثر الإيجابي لتعامل الجهات الصحية، وكذلك المساندةَ الفعالة من قوات أمن الحج مع حالات الإجهاد الحراري للحد من تداعياتها.
وأشار إلى أن المنظومة الصحية تعاملت مع أعداد كبيرة من المتأثرين بالإجهاد الحراري هذا العام، بعضهم لا يزال يتلقى الرعاية حتى الآن، بينما بلغ عدد الوفيات 1301 متوفيًا، رحمهم الله جميعًا، 83% منهم من غير المصرح لهم بالحج، الذين ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة، وبينهم عدد من كبار السن ومصابي الأمراض المزمنة، داعيا الله عز وجل للمتوفين بالرحمة المغفرة، ولأهاليهم أصدق التعازي والمواساة.
وشدّد على أن الجهات المختصة بذلت جهودًا كبيرة في التوعية بمخاطر التعرض للإجهاد الحراري والتأكيد على ضرورة التقيد وتنفيذ إجراءات الوقاية.
وقد تم حصر جميع البلاغات، والتواصل مع ذوي المتوفين، والتعرف عليهم، حيث تطلب ذلك وقتا نظرًا لعدم حمل كثير من المتوفين لأي بيانات أو بطاقات تعريفية، وقد تمت الإجراءات اللازمة للتعرف على هوياتهم، ودفنهم وإكرامهم في مكة المكرمة، وصدرت شهادات الوفاة الخاصة بهم.
وتأتي إيضاحات وزارة الصحة بشأن حالات الوفيات في الحج من منطلق الشفافية التامة في التعامل مع هذا الملف دون تسرع؛ إذ أن 85% ممن توفاهم الله هم ممن لم يكونوا يحملون بطاقات تعريفية ما استدعى ذلك مزيد من الوقت لتحديد هوياتهم بالتواصل مع البعثات التي قد يعتقد أن الحجاج كانوا يتبعون لها.
وقد تعاملت السلطات الصحية في المملكة مع جميع من تواجد في المشاعر المقدسة لحظة تأدية مناسك الحج، ولم تفرق في تقديم الرعاية الطبية لمن احتاجها، بدليل وجود عدد 95 مريضًا لم يكن مصرح له بالحج لا يزال يتلقى العناية الطبية اللازمة وتم نقلهم جويًا للعاصمة الرياض ومدن أخرى لاستكمال رحلة علاجهم.
وكان لتعامل الجهات الصحية مع حالات الإجهاد الحراري في موسم الحج أثر إيجابي في خفض عدد حالات الوفيات، حيث تعاملت المملكة مع كافة الحجاج بشكل إنساني دون النظر إلى حصولهم على تصاريح الحج من عدمها، وهو واجب تتشرف المملكة بتقديمه لضيوف الرحمن.
وتأتي الإيضاحات أيضا لتكشف النقاب عن حدوث بعض الوفيات في صفوف الحجاج بعد فقدانهم؛ وذلك تيجة لسلوك بعض الحجاج غير النظاميين لطرق جبلية وغير مأهولة بمناطق الراحة، وتعرضهم للإجهاد الحراري نتيجة لأشعة الشمس التي وصلت إلى 49 درجة مئوية، خاصة وأن منهم كبار السن ومن لديهم تاريخ مرضي أو حالة صحية مرضية.