النجاحات المتوالية التي تحققها المملكة في موسم كل حج يستحق الحمد والشكر لله على توفيقة .

والثناء والتقدير للقيادة الحكيمة ولكافة قطاعات الدولة سواء المدنية أو العسكرية التي شاركت في خدمة ضيوف الرحمن بإخلاص تجاه واجبهم الإنساني والوطني والديني في خدمة ضيوف الرحمن، على الفطرة التي تربوا عليها والتي ربتهم قيادتهم على خدمة هذا الوطن وتشريفه بخدمة البيت الحرام.

ومن الواضح أن هذه القيادة تعمل ليلاً ونهاراً، فما أن ينتهي موسم الحج هذا العام إلا وتبدأ بالتخطيط والدراسات للحج القادم، سواء على مستوى تطوير البنية التحتية أو الطرق التي تخدم الحجاج. وشهادة لله، نشهد تطوراً من عام إلى عام في خدمات البنية التحتية، حيث تحولت المشاعر المقدسة من صحاري وجبال إلى مدن تسر الناظرين بوجود مستشفيات وأنفاق وجسور لراحة حجاج بيتهم الحرام.


ومن بين المميزات في حج هذا العام، استخدام التقنية الحديثة وتوظيفها لراحة الحاج ومراقبته حرصاً على سلامة صحته وحجه، بفضل الله وبفضل جهود الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، صاحب النظرة الثاقبة والرؤية العظيمة 2030.

ومن بين المشاريع التي تم انجازها، توسعة المسجد الحرام بالتوسعة الثالثة التي استقبلت أعداداً كبيرة من زوار المسجد الحرام، مزودة بخدمات مثل السلالم الكهربائية والحمامات الكبيرة لراحة زوارها.

وتشهد المشاعر المقدسة تطوراً مستمراً عاماً بعد عام، من خلال الطرق والجسور ومشروع قطار المشاعر وجسر الجمرات، وكلها تحت رؤية المملكة 2030 لزيادة عدد مقاصد الحج والعمرة لأداء مناسكهم بيسر وراحة وأمان.

لا ننسى مشروع الخيام في مشعر منى الذي أصبحت أكبر مدينة خيام في العالم بأفضل الطرق الهندسية، إضافة إلى مشروع جسر الجمرات الذي تم تطويره وفق أفضل المعايير الهندسية بتكلفة تقدر بأربعة مليار ومائتين مليون ريال.

نسأل الله أن يجعله في موازين حسنات هذه القيادة الحكيمة التي لا تريد إلا رضا الله عز وجل.

وعلى الصعيد الميداني لخدمة الحجاج، فإن ما تقوم به الدولة في إدارة الحشود المليونية لأكبر تجمع عالمي في زمن قياسي يعتبر تحدياً كبيراً، يتولى الجهات العسكرية اهتماماً كبيراً وجليلاً بفضل خطط مدروسة وإشراف ضباط وجنود ذوي خبرة وباع طويل في هذا المجال، تحت إشراف ومتابعة من لجنة الحج العليا واللجنة المركزية للحج.

وفعلاً، هذا النجاح مشهود له بالبيان من عام إلى عام، مما جعل المملكة من الدول العظمى في هذا المجال، بفضل تكاتف قادتها وشعبها الذي يقف خلف قيادتها العظيمة، التي أوصلت هذا البلد إلى مصاف الدول الكبرى.

فهنيئاً لهذه القيادة خدمة بيت الله الحرام، وهنيئاً لهذا الشعب بهذه القيادة الطامحة لمستقبل شعبه. وحفظ الله قيادة وشعب المملكة، وجعلها رائدة في العمل الخيري والإنساني، وشامخة ليوم الدين، منارة وقبلة للمسلمين.