1 - وصمة العار الاجتماعية: لا تزال وصمة العار حول الصحة النفسية قوية في المملكة، مما يمنع العديد من الأفراد من طلب المساعدة خوفًا من التمييز والوصمة الاجتماعية، وبكل تأكيد هذا الأمر يؤدي إلى تفاقم المشكلات النفسية، وتأخر التدخلات العلاجية المناسبة.
2 - نقص الكوادر المتخصصة: تعاني المملكة نقصا في عدد المتخصصين في مجال الصحة النفسية، حيث تشير الإحصائيات إلى وجود 1100 طبيب متخصص بالصحة النفسية فقط، وهذا النقص يؤدي إلى ضغط كبير على العاملين الحاليين، ويؤثر في جودة وفعالية الرعاية الصحية المقدمة.
3 - الوصول إلى الخدمات: هناك صعوبة كبيرة في الوصول إلى خدمات الصحة النفسية في المناطق الريفية والنائية، بينما تتوافر الخدمات بشكل أفضل في المدن الكبرى، وهذا التوزيع غير المتساوي يشكل تحديا كبيرا في كشف الأمراض النفسية بشكل مبكر وعلاجها. ويذكر أن عدد مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة لا يتجاوز الـ21 مستشفى بسعة سريرية 4046 سريرا، مع وجود 99 عيادة نفسية فقط، وغالبيتها من القطاع الحكومي، لذا تحتاج المملكة إلى زيادة الاستثمارات في هذا القطاع، لتوسيع وتحسين الخدمات المقدمة.
4 - التوعية والتدريب: هناك حاجة ماسة إلى برامج توعية شاملة، وخطة إعلامية وطنية، لتعزيز فهم المجتمع أهمية الصحة النفسية، وكيفية التعامل مع الاضطرابات النفسية. ويجب أن تكون هناك برامج مكثفة لنشر الوعي بهذه الأمراض على مستوى عالٍ.
5 - التأهيل وإعادة الاندماج: توفير برامج تأهيل فعالة لإعادة دمج المدمنين المتعافين في المجتمع يعتبر أحد أكبر التحديات الحالية. ودون دعم مناسب يمكن أن يعاني المتعافون صعوبة في العودة إلى الحياة الطبيعية، وزيادة خطر الانتكاس الذي يصل إلى 80 % من مجموع المتعافين من الإدمان.
وقد تكون هناك بعض الحلول الاستراتيجية للتغلب على هذه التحديات مثل:
زيادة الاستثمار في قطاع الصحة النفسية وعلاج الإدمان، لتوسيع وتحسين الخدمات المقدمة، حيث نرى إحجاما من المستثمرين عن تغطية هذه الخدمات، وذلك بسبب ضعف التغطية التأمينية التي لا تتجاوز 50 ألف ريال للمريض، ويجب تبني خطة وطنية، وإطلاق حملات توعية شاملة، للتخفيف من وصمة العار، وتعليم المجتمع أهمية الصحة النفسية والعلاج من الإدمان، وذلك بتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية.
أما بخصوص العجز الكبير بالكوادر الصحية، فبالإمكان التوسع في المقاعد التدريبية بالبورد السعودي، لضمان تخريج العدد الأمثل من الأطباء والممارسين الصحيين، لتغطية النقص بالكوادر المدربة. ومن المهم تحسين وتوزيع الخدمات في المناطق النائية والريفية، لضمان حصول الجميع على الرعاية اللازمة. وقد يكون الاستثمار بالتقنيات مثل التطبيب عن بُعد هو الحل الأمثل، لتقديم خدمات التشخيص والعلاج والدعم النفسي المطلوب، خاصة بالأمراض النفسية التي لا تحتاج رعاية مكثفة.
ختاما، الصحة النفسية تمثل تحديًا عالميًا ومحليًا مع وجود نسب عالية من المصابين، وتفاوت كبير في توافر وجودة خدمات العلاج. لذا تسعى العديد من الدول، بما فيها السعودية، إلى تحسين الوضع من خلال زيادة الوعي، والاستثمار في البنية التحتية الصحية، لتقديم رعاية أفضل للمصابين بالأمراض النفسية.