وفي مستهلِّ اللقاء، ألقى الأمين العام للرابطة كلمةً شدَّد فيها على أنَّ الأمة الإسلامية بخير، غير أنَّها بحاجة من حين لآخر إلى المزيد من تعزيز عملها الإسلامي المشترك ولاسيما العمل العُلَمَائي وهو ما تعمل الرابطة على تقوية تنسيقه ولاسيما توحيد الرأي فيه وتحديداً في القضايا العامة الكبرى التي لا تقبل الاختلاف ، مشيراً إلى أن تنوع الاجتهاد في القضايا الشرعية الأخرى يعد من الثراء التشريعي وهو محل استيعاب الوعي الإسلامي، منبهاً إلى أن الرابطة أطلقت وثيقة مكة المكرمة ووثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية وعززت من دور مجمع الفقه الإسلامي الذي يعد أقدم مجمع فقهي إسلامي والأشمل في العضوية ، حيث ينضم إليه مجمل مفتي وكبار علماء الأمة الإسلامية المنضوين تحت مظلة الرابطة.
واستطرد الحديث حول نظرية صدام الحضارات وجهود الرابطة في مواجهتها من خلال مبادرة بناء الجسور بين الشرق والغرب التي احتفت بها الأمم المتحدة باستضافة مؤتمرها الدولي في مقرها بنيويورك، مبينا أن هذه المبادرة تنطلق من قيم الإسلام الداعية للتفاهم والسلام والتعاون في إطار المشتركات الحضارية واستيعاب سنة الله تعالى في الاختلاف والتنوع والتعدد ، مستعرضاً بعض الأمثلة في ذلك، مؤكداً خطورة انتقال الصدام الحضاري إلى ضمير الشعوب ، حيث يصعب علاجه بعكس الخلافات الأخرى التي كثيراً ما يسهل علاجها.
وتحدث العيسى عن متحف السيرة والنبوية والحضارية الإسلامية الذي أطلقته الرابطة من مقره الرئيس بالمدينة المنورة واتجهت نحو نقل نسخ منه حول العالم ، شارحاً فكرة المتحف وأهدافه وتوظيفه للتقنية الحديثة من أجل تقديم السيرة النبوية والحضارة الإسلامية بأسلوب عصري مع مشاهد تجسد صوراً مهمة في المجتمع النبوي، ولهذا حمل المتحف شعار السيرة كأنك تعيشها.
كما تطرَّق خلال اللقاء إلى مأساة غزة، مجدِّدًا التأكيدَ على أنَّ هذه المأساة تمثِّل "وصمةَ عار في جبين الإنسانية"، مشددًا على أهمية الدور الإعلامي في إيضاح الحقيقة.
وقال : "لا أعتقد أنَّ الإنسانية بعامَّة أُصِيبتْ بفاجعة في عصرنا الحديث بمثل ما أُصِيبت به في مأساة غزة، كان ذلك على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وتحديداً بعد تأسيس الأمم والمتحدة والتوقيع على ميثاقها من قبل الدول الأعضاء"، منوهاً بالجهود الصادقة والمخلصة والعملية تجاه قضية غزة والحق الفلسطيني , ومشيراً بإسهاب إلى جهود المملكة العربية السعودية في ذلك سياسياً وإنسانياً.
من جانبه، أعرب رئيس وكالة الأنباء السعودية، الدكتور فهد آل عقران، باسمه واسم الوفد الإعلامي، عن شكره للشيخ الدكتور العيسى، على إتاحة الفرصة للقاء مع وكالات الأنباء، مشدّدًا على أنَّ اللقاءَ سيكون بدايةَ تعاونٍ إعلاميٍّ حقيقيٍّ مع الرابطة في إيصال رسالتها السامية لكافة شعوب العالم الإسلامي.
بعد ذلك فُتح الحوار الموسع مع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الذي تناول عدداً من القضايا الإسلامية والدولية.