بعد نهاية الموسم الماضي، ظهر رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في لقاء تلفزيوني يعترف فيه بأن إدارته وقعت في أخطاء متعددة، وقد استفادوا كثيرا منها وسيتلافونها مستقبلا، ولكن الواقع يقول إن الإدارة لا تعرف الطريق لمعالجات بعض القضايا والملفات، فتأخرها في التعاقد مع مدرب للفريق وضع علامة استفهام كبرى، حيث كان الوقت فسيحا للبحث والتقصي واختيار مدرب كفء بعد إنهاء خدمات المدرب المؤقت، التشيكي إيفان هاشيك، ولكن ما رأيناه أن إدارة الهلال اعتمدت على سماسرة كثر ليصل إجمالي من قامت بمفاوضتهم إلى 27 اسما ولا نعلم عن بقية الأسماء التي لم تظهر للإعلام، هذا العدد الكبير من المدربين يعطي دلالة واضحة أن إدارة الهلال تعيش حالة من عدم اتضاح الرؤية، وعدم قدرتها على حسم من سيكون على قمة الجهاز الفني الهلالي.

هذه الحالة من التردد الهلالي انتهت أخيرا بإعلان التعاقد مع الفرنسي كومبواريه وهو مدرب شبيه في تاريخه مع سابقه الألماني توماس دول، ولن أستبق الأحداث ولكن سجل إنجازات المدرب طيلة مسيرته التدريبية لم تكن تحمل بطولات كبرى سوى بطولة كأس وحيدة مع فريق باريس سان جرمان.

أما الأزمة الثانية للإدارة فهي عدم اتمام التعاقد مع لاعبين أجانب بدلا من يوسف العربي الذي يرغب في العودة إلى أوروبا إضافة إلى عدم التجديد للسويدي ويلهمسون فيكون الفريق ناقصا 50% من لاعبيه الأجانب، وبالطبع فإنه كلما تأخرت الإدارة في حسم أمر لاعبيها الأجانب قلت جودة الخيارات المتوفرة في سوق الانتقالات وهذا سينعكس على ما سيقدمه الفريق من مستويات ونتائج.

أما التجديد مع أحمد الفريدي فهي الأزمة الثالثة للإدارة التي لم تستطع تجديد عقد لاعبها منذ مدة طويلة، ليدخل فترة الستة أشهر ليكون متاحا لبقية الأندية التي ترغب فيه وهذا الحدث من النادر أن يحدث في الهلال سابقا ولكنه بات يتكرر كثيرا مؤخرا.

أما الأزمات الأخرى لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد فهي عديدة أيضا ومنها ملف إيمانا، والعلاقة مع الشريك الاستراتيجي موبايلي، وقضية الإشراف على الفئات السنية في النادي وغيرها من القضايا الشائكة التي لم تستطع حلها بل ظلت كالجراح المفتوحة التي يتجدد ألمها باستمرار.

إذا كان الأمير عبدالرحمن بن مساعد لا يزال عازما على البقاء على قمة الإدارة الهلالية فعليه أن يضع في قمة أولوياته أن ينهي القضايا العالقة ولا يترك الأمور معلقة في منطقة رمادية لا تعطي الحل ولا تقدم الفائدة بل يجب أن يكون القرار حاضرا باستمرار لأن ضرر التردد في حسم أي قضية أكبر، وسيعطي المجال لها بأن تكبر وتزداد الخسائر أكثر وسيدفع الثمن الهلال.

عناوين أخيرة:

* الأهلي يرتق ثغرة المحور بيحيى عتين في إعارة لموسم واحد، هذه الصفقة ستجعل من العمق الأهلاوي أكثر قوة ومتانة وبكل تأكيد فإن إدارة الأهلي تعمل وهي تدرك احتياجات الفريق، وهذا يعطي مؤشرا لعزم الأهلي البقاء في المنافسة على البطولات.

* دخول النصر في خط مفاوضات الاتحاد مع حسني عبدربه، أغرى اللاعب وفريقه الإسماعيلي في رفع مطالباتهم المادية مما دفع إدارة الاتحاد المؤقته إلى صرف النظر عن التعاقد معه فإلى متى تستمر بعض الأندية في تخريب صفقات الأندية الأخرى؟.

* انطلاق إعداد فريق الهلال الأولمبي بمعسكر خارجي وبعد التعاقد من المدرب الجيد الكرواتي زلاتكو يجعلنا نترقب انطلاق المنافسات حتى نشاهد ما سيقدمة الفريق من أداء بعد الإعداد الجيد للفريق بعد أن شاطروا الفريق الأول مستوياتهم الهزيلة في الموسم الماضي.