كان التغيير "سنّة" وأصبح "فرضاً" في دول "الربيع العربي".. وكان التغيير "بطيئاً" في العقود الماضية وأصبح "سريعاً" في عام 2012. كان التغيير البطيء يُفرض على "الشعوب" وأصبح التغيير السريع فرضاً من "الشعوب"..!

كانت مصر تحرس "رئيساً" واليوم سيحرس الرئيس مصر، وإلا فلن يبقى على كرسيه طويلاً..! حتى الآن لم يعتد الرئيس المصري الجديد محمد مرسي على الإجراءات الأمنية الخاصة برئيس دولة، وحتى الآن لم يستوعب أهمية المسألة بالنسبة لرجال الأمن الذين اعتادوا على إجراءات أمنية مشددة للرئيس لسنوات طويلة زادها شدة قانون الطوارئ الذي جثم على صدر مصر 30 عاماً..! وحتى الآن لم يعتد رجال الأمن على رئيس يحرص على أداء صلاة الفجر في المسجد مع الجماعة كما كان قبل الرئاسة، وحتى الآن لم يستوعبوا عدم اهتمامه وحرصه على الالتزام بالاحتياطات الأمنية لرئيس دولة..! ولن يستوعب الطرفان الأمر بسهولة، لأن الرئيس "رجل عادي" جاء بصوت الشعب فتحول بعد إعلان النتائج من "مواطن" إلى "رئيس" وسيعود إلى رتبة "مواطن" بعد فترة حسبما ينص عليه الدستور الجديد، ولأن العسكر لا يفكرون بشيء سوى "الأمن" ومهووسون بالاحتياطات الأمنية بعد ثلاثة عقود من الصرامة في التعامل والتعاطي مع أي موضوع أمني بعد اغتيال الرئيس الأسبق في احتفالٍ عسكري وعدة محاولات لاغتيال الرئيس السابق..!

ومن الجميل ألا يستوعب الرئيس هذه الإجراءات الأمنية وأن يعيش "مواطناً رئيساً"، إلا في المناسبات الرسمية وما دعت الحاجة له، ومن الجميل أيضاً أن يشاهد الناس الرئيس بينهم ومعهم في السوق والمسجد والشارع، فهم أصحاب الفضل في وصوله إلى الكرسي، وهو مدين لهم بالخدمة والعمل على راحتهم، وسيكون لهم الأمر في التمديد فترةً أخرى له أو تغييره بآخر، وسيكون لهم القرار في اختيار خليفته بعد انقضاء فترته الرئاسية.

حيرة حراسة الرئيس التي أشارت إليها الصحافة ستزول إذا اقتنع العسكر أن الشعب هو الحاكم الفعلي وهو الذي يقرر مصير البلد ورئيسها.