الملايين من الناس، وما أكثر ما كتبنا وخططنا وفوجئنا بأن الله جاء بما هو أفضل بكثير مما كُنا نعمل وندرس من أجله. إنهُ اليقين والرضا والقناعة فهي من مسببات السعادة، وأن خروجنا من أرحام أمهاتنا وحدنا إلى هذه الحياة ومن ثم العودة إلى بطون القبور وحدنا آية من آيات الله لأن نعتبر بأن العاقل يعرف قصر هذا العمر ،ومروره بمراحل الشباب ثم الكبر حتى يعود إنسانًا ضعيفا لا يقوى على حمل جسده وهي أشبه بلمح البصر. وأن من رحلوا يفوقون من هم على الأرض أضعافًا مضاعفة لم يحملوا معهم سوى أعمالهم و أكفانهم التي لا يعلمون عنها.ولو أتيحت لنا الفرصة بكل تأكيد، تفكيرنا البسيط يقودنا إلى طرح سؤال عليهم لماذا تعبوا من أجل البحث عن الدُنيا وهم راحلون؟
ماذا استفادوا من تعبهم الذي أفنوا أعمارهم من أجل حياة انتهت بهم للموت.
هذا السؤال لابد أن نطرحه على أنفسنا كل لحظة. ولا ننسى أن السعادة تأتي من هُنا وهي بكل تأكيد.ضع سؤلًا نصب عينيك لماذا أنا حزين؟ إلى متى وأنا أطرد السعادة وهل وجود الحزن في نفسي كفيل بمعرفة أهميّتي لمن حولي. هذا التفكير الخاطئ والكارثي يتطلب منك الوقوف أمام مرآة نفسك وتحاول أن تتحدّث معها بكل صدق وأمانه أيام وليال. سوف تمل نفسك وتكره تفكيرك وتحاول أن تتجنّب هذه المرآة كل مرة. كذلك الآخرون سوف يملون لأنهم يملكون ما تملك ولكنهم يحاولون إظهار السعادة خاصةً إذا كنت تظهر الحزن بلا سبب مقنع. فمن كفر النعم إظهار خلاف ما تنعم به من خيرات الله، وإنكارها وتصنّع الحزن والشكوى الدائمة من الفقر والهموم وغيرها من الأمور التافهة.
فلا تأمن عقاب الله بك بأن يحرمك ما تتنعّم بهِ ليعطيه غيرك.لا تضيّع عمرك القصير جدًا بالتفكير السلبي والانتظار القاتل.بل كُن سعيدًا راضيًا قبل فوات الأوان وأن العُمر لا يمكن يعود من جديد.