وتعد هذه فجوة كبيرة من حيث جاهزية المعلمين وقدرتهم العملية على المساهمة في دعم المتعلمين للتعرف والتعامل مع القضايا البيئية، وبالتالي نرى من المهم أن على للمؤسسات التعليمية مراجعة آليات دعم المعلمين وتدريبهم حول قضايا البيئة والمناخ, فنحن بحاجة إلى قرارات تعليمية تدعم القضايا البيئية للوصول إلى نهج مدرسي متكامل لمساعدة المعلمين على تحسين التدريس الفعلي حول قضايا البيئة تغيّر المناخ.
ولذلك انبثقت عن قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم في سبتمبر2022 ( مبادرة التعليم الأخضر) وتم إطلاقها رسميا في نيويورك. وهي مبادرة عالمية تشرف عليها اليونسكو تهدف إلى النهوض بإجراءات أكثر قوة وتنسيقا وشمولية لدعم البلدان لتسريع تنفيذ التثقيف بشأن العمل البيئي المدرسي والتغيّر المناخي
فمبادرة التعليم الاخضر تتبع نهجًا شاملاً لدعم البلدان في معالجة أزمة المناخ وقضايا البيئة من خلال تسخير الدور الحاسم للتعليم. باعتبارها منصة تعاونية للحكومات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، حيث تهدف مبادرة التعليم الاخضر إلى تقديم إجراءات قوية ومنسقة وشاملة من شأنها إعداد كل متعلم لاكتساب المعرفة والمهارات القيم والمواقف لمعالجة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة.
وبذلك يمكّن التعليم المتعلمين من جميع الأعمار من مواجهة التحديات البيئية بما في ذلك تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والاستخدام غير المستدام للموارد، و اتخاذ قرارات مستنيرة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتغيير المجتمع ورعاية الكوكب. وتهدف مبادرة التعليم الأخضر إلى إلهام العمل للدول لتمكين المتعلمين بالمهارات المطلوبة للتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة في سياق التحول نحو الاقتصادات الرقمية والخضراء.
وفي السياق نفسه تم انعقاد مشاورات عربية إقليمية حول مسودة وثيقة اليونسكو الخاصّة بالمذكرة التوجيهيّة الخاصّة بالمناهج الخضراء التي عقدت في بيروت في أكتوبر 2023 و انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في نوفمبر 2023 في دبي، حيث نظمت اليونسكو سلسلة من الاجتماعات التشاورية الإقليمية حول التحول للمدارس الخضراء و إعداد معيار الجودة الخاص باليونسكو بشأن المدارس الخضراء كل هذه الجهود تظهر الدور الحيوي لدور التعليم في المساهمة بفاعلية في التوعية بأهمية اعداد النشأ للمحافظة على البيئة ومواصلة للعمل في تفعيل التعليم البيئي وبالتالي الاستمرار في عملية الحفاظ على البيئة لا يمكن تحقيقها من خلال التشريعات والأنظمة وحدها. فنحن بحاجة إلى أن نغيّر طريقة تفكيرنا وعملنا، و مراجعة الأدوار القيادية التعليمية نحو العمل البيئي، الأمر الذي يفرض توفير نوعية تعليم مبتكرة من أجل الحفاظ على البيئة على جميع المستويات التعليمية، لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، مواجهة بنّاءة لخلق جيل يستطيع أن يعيش في وئام مع الكوكب