بعمر يناهز الخمسين عاما، لم يتورع الفنان عبدالله الرويشد عن تصوير أغنيته الجديدة "بلد الضباب" بصحبة فتاة لا يستطيع المشاهد العادي أن يتخيلها إلا حفيدته أو ابنته على أقل تقدير. مشهد غير موضوعي. الرويشد صاحب التجربة التي يزيد عمرها بكثير عن 30 عاما يغني ويغنّج ويلاعب فتاة مراهقة على سبيل أن الرجل لا يكبر، ولا يعيبه الدهر.

أبدا يا صديقي، الرجل يكبر، إلى الدرجة التي يصبح من غير المنطقي أن يتغزل بالمراهقات، ولو كان ذلك في "كليب" تمثيلي.

لقد كان الأمر مضحكا ومخيبا في آن معا. الرويشد، الذي نحمل له في عقولنا صورة الرجل الخمسيني المحترم، يركب "السيكل" ويسابق حبيبته التي يغني في عشقه للأوقات الجميلة التي يقضيها إلى جوارها. كان مضحكا ومخيبا إلى أبعد الحدود هذا المشهد الكوميدي من نوعه! ولكن بعيدا عن الموضوعية التي تم سحقها بجمع الرويشد مع فتاة بعمر حفيدته، فإن الأغنية نفسها أيضا تذهب بعيدا عن الموضوعية، والمنطق.

فالغناء الذي اخترعه الإنسان لمواساة المتعبين، والبسطاء، والمهمومين، سيكون خاليا من المعنى، حيـن يطرق موضوعا مثل "عاصمة الضباب" والحنين إليها.

ففي حين يسافر البعض إلى لندن ويعرفها، ثمة ملايين الناس في الخليج والدول العربية لا يعرفون هذه المدينة إلا من خلال الأفلام، والتلفزيون، ولا يربطهم بها أي رابط عاطفي أو ثقافي أو وطني!

بالتالي فإن الأغنية هي الأخرى غير موفقة، تماما كما هو حال اختيار تلك الفتاة المراهقة البريئة، لتلعب دور حبيبة يشتاق إلى وصلها الرويشد!