يتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي بسرعة، حتى أنه اقتحم عالم الطب، وبات يتدخل في التشخيص الطبي، وإن كان الناس ما زالوا يتوقون إلى الوقت الذي كانت فيه العلاقة بين المريض والطبيب واحدة من أقوى أدوات الطب للرعاية الصحية الناجحة، ومن هنا يطرح السؤال: إذن أين تقف تكنولوجيا استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الطب الآن؟

إدارة الأمراض

لا يزال الذكاء الاصطناعي في بداياته، ولكن بعض الخوارزميات تعمل بالفعل على قدم المساواة مع بروتوكولات الرعاية القياسية التي طورها الإنسان لإدارة الأمراض، وفي بعض الأحيان أفضل منها.


لقد ضاهى الذكاء الاصطناعي الأداء البشري في كفاءة ودقة تصنيف سرطان الجلد، وفي إجراءات التصوير الطبي التشخيصي. مع ذلك، فإن نقطة الضعف في هذه النتائج هي أن معظم هذه النماذج قد تم اختبارها بأثر رجعي، وتفتقر إلى دراسات طبية عشوائية محكومة، ويشكل الأمر نفسه مشكلة بالنسبة لمئات الأجهزة الطبية المدعمة بالذكاء الاصطناعي التي تمت الموافقة عليها من قِبل الهيئات التنظيمية، على الرغم من افتقارها إلى دراسات عشوائية محكومة.

ومن الأمثلة على ذلك نموذج Epic Sepsis، وهو نموذج خاص للتنبؤ بالإنتان، وهي عدوى في جميع أنحاء الجسم، ويمكن اكتشافها في اختبارات الدم. يُستخدم هذا النموذج في مئات المستشفيات الأمريكية، إلا أنه لم يتم اختباره بشكل كافٍ، وأظهر ضعف القدرة على التعرف على مرضى الإنتان.

استخدامات في الأشعة والتصوير

أظهرت مراجعة الأدبيات حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الأشعة (الأشعة السينية والتصوير) أن القليل من الدراسات تناولت مواقف أطباء الأشعة والأطباء تجاه اعتماد ابتكارات الذكاء الاصطناعي.

هذه ليست سوى بعض من قضايا عدم اليقين فيما يتعلق باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في الممارسة السريرية. تحليل الدراسات

من أجل فهم أوضح للذكاء الاصطناعي في الطب، حللت مراجعة موسعة الدراسات العشوائية المتاحة لخوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تم استخدامها في الممارسة السريرية قبل 2023. وقد فحص التحليل إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحسين الرعاية، ودمج سلوك المريض والأعراض في الإدارة، وكفاءة اتخاذ القرار السريري. كما حددت المجالات التي تتطلب مزيدا من البحث، وتم نشر المراجعة التعاونية المتعددة المراكز في The Lancet Digital Health مايو 2024.

تضمنت المراجعة 86 دراسة عشوائية ركزت في الغالب على أمراض الجهاز الهضمي (43 %)، تليها 11 دراسة على الأشعة (13%)، وخمس على الجراحة (6 %)، وخمس على أمراض القلب (6 %).

ومن بين 86 دراسة تم تحليلها، قيّمت 18 دراسة عشوائية فقط تأثير الذكاء الاصطناعي على إدارة جودة الرعاية في الممارسة السريرية.

نتائج إيجابية

حققت أنظمة الذكاء الاصطناعي نتائج إيجابية في إدارة المرض، وذلك على سبيل المثال في جرعة الأنسولين المثلى، حيث حسنت متوسط ​​الوقت الذي يقضيه المرضى ضمن النطاقات المستهدفة لجلوكوز الدم.

كذلك في تحسين متوسط ​​الوقت الذي يقضيه المرضى ضمن النطاقات المستهدفة لضغط الدم، وفي انخفاض حجم ورم البروستاتا في العلاج الإشعاعي، وفي توقع خطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري (توجد في المقام الأول لدى مرضى السكري، ويمكن أن تؤدي إلى العمى).

لقد جعلت أنظمة الذكاء الاصطناعي المرضى يتبعون تعليمات أطبائهم عن كثب، للحد من تطور المرض.

كما ظهرت نتائجها الإيجابية في انخفاض درجات الألم بعد العملية الجراحية، وفي تقديم تنبؤات بوفيات السرطان، مما أدى إلى زيادة المناقشات حول المرض بين أطباء الأورام والمرضى، وفي تسهيل التعرف على المرضى الذين يعانون الرجفان الأذيني، والذين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية.

الرعاية الأولية

بحثت دراسات الذكاء الاصطناعي العشوائية في المقام الأول بمجالات أمراض الجهاز الهضمي والأشعة والجراحة وأمراض القلب. هناك عدد قليل نسبيا من الدراسات حول الرعاية الأولية، وهي أساس جميع التخصصات. يشير نقص المعلومات في هذا المجال إلى أنه قد يكون المجال الأكبر الذي يحتاج إلى أبحاث مستقبلية.

ماذا تخبرنا هذه النتائج؟

إنها تؤكد أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز الرعاية الصحية، ولكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه.

هل الذكاء الاصطناعي جاهز لتولي الرعاية الصحية؟

لا يزال في بداياته، ولكن بعض الخوارزميات تعمل بالفعل على قدم المساواة مع بروتوكولات الرعاية القياسية التي طورها الإنسان لإدارة الأمراض، وأحيانا أفضل منها.

ضاهى الذكاء الاصطناعي الأداء البشري في كفاءة ودقة تصنيف سرطان الجلد، وفي إجراءات التصوير الطبي التشخيصي.

نقطة ضعف هذه النتائج أن معظم نماذجها اختبرت بأثر رجعي، وتفتقر إلى دراسات طبية عشوائية محكومة.

هناك مئات الأجهزة الطبية المدعمة بالذكاء الاصطناعي تمت الموافقة عليها من قِبل الهيئات التنظيمية، على الرغم من افتقارها إلى دراسات عشوائية محكومة.