ألم يأتك نبأ المراهق - ويشاركه أحايين كثيرة شباب ورجال - الذي يقف أمام كاميرا جواله ليسرد معلومات تاريخية، وقصصًا، بطريقة مخجلة كاذبة خاطئة، كلا بل منهم من يتكبد الفتاوى، والقضايا الدينية، في عبث، ولهاث خلف الأرقام، والطموحات التافهة.
(2)
إنما «الحقيقة» - بطعميها - فرضٌ عند الحديث عن الماضي، والقضايا التاريخية، وليس في ما مضى ما يعيب، كيف وقد مضى؟! ثم التحلي بالأخلاق، والموضوعية، والأمانة العلمية، والشجاعة، وتغليب المصالح العليا، حيث إن في قراءة التاريخ تثقيف، وتعليم، وتوعية، وتربية، وإصلاح، وتطور.
(3)
من لا يقرأ الماضي، «يلفظه» الحاضر، و»يرفضه» المستقبل.
(4)
قد تبين الرشد من الغي، والشمس لا تُحجب بغربال، لذا ما المحاولات الحديثة «المضحكة»، في ليّ عنق الحقيقة، وتحميل الأحداث ما لا تحتمل، وإنكار الحقائق، وتكذيب الوقائع، وخلق مبررات واهية، واستحداث، وطمس، وتزوير، اتباعًا للهوى، في إطار «التفكير الرغبوي»: إلا فساد، وإفساد، وتهديد مباشر للأمة، وأجيالها.
(5)
يسألونك عن الأمم العظمى، ونهضتها، فاصدع بالقول: نهضت تلك الأمم بالاستفادة من أخطاء الماضي من جهة، وتطوير الأعمال الصائبة الغابرة من جهة أخرى، نهضتْ عندما وضعت الماضي في «القرطاس»، بكل أمانة، وجاؤوا لكلمة سواء، ولم تسمح لنزاعات الماضي أن تؤثر على تطورها، وتغييرها، وإصلاحاتها، فالأمم الهائمة بالماضي، المتأثرة بأحداثه، معرضة للانقراض، والاندثار.
(6)
أيود أحدكم أن تبنى الأجيال القادمة على تاريخ مزوّر مكذوب! لذا يجب حماية التاريخ من العبث، فكلنا مسؤولون، وإلى أن يكون لدينا «مركز حماية التاريخ» يجب علينا إيقاف عبث الأطفال الباحثين عن الشهرة، وجرأتهم على التاريخ بلا مصادر، ولا مراجع، ولا استشارة.
(7)
أتمنى على الجميع -وبالأخص جامعاتنا- استحداث «مركز حماية التاريخ» يتم فيه رصد التجاوزات، وتفنيد الآراء، وحسم الاختلافات، وكشف الحقائق، بكل أمانة ومسؤولية.