قصة تأسيس الجامعة هو المثال النموذجي لاستخدام مميزات التعاون والشراكات مع القطاع الحكومي والخاص في المجالات ذات الصلة بالتعليم والتدريب والبحث والتأهيل، مثل شركات التعليم والصحة والابتكار والتقنية. فكر التأسيس هذا يعتبر غير تقليدي، ويواكب تغيرات العصر في تنمية القدرات البشرية وتأهيل الخريجين بالطريقة المثالية المطلوبة، وهذا الفكر التأسيسي يفترض أن تقوم على أساسه كل الجامعات الأهلية. علاوة على ذلك، مجلس الجامعة الحاكم (مجلس الأمناء) والذي يرأسه الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والمراقب لكل أعمالها وسياساتها وحوكمة إدارتها، يعتبر الأكبر والأكثر تنوعًا والأقدر بالكفاءة بالمقارنة بين مؤسسات التعليم الجامعي التي تمتلك مجالس أمناء في هيكلتها التنظيمية. ويظهر هيكل الجامعة بأسلوب عصري ومرن، وفيه من الابتكار الإداري الكثير، حيث يعتمد على تفويض الصلاحيات لكل شأن بشكل دوائر مصغرة تُشرف وتقدم الدعم المباشر للإجراءات داخل الجامعة. وعلى سبيل المثال، إدارة الجودة والاعتماد الأكاديمي، والتي تعتبر إدارة محدودة العدد من الكوادر البشرية، وليست عمادة أو مركزا، لتقوم بمهمة أساسية وهي متابعة إجراءات الجودة المؤسسية والأكاديمية وتقديم الدعم اللازم فقط. وهذا يهدف إلى عدم الانغماس المبالغ في تقليديات الجودة والاعتماد الأكاديمي، وإرهاق الكادر التدريسي والإداري في تلبية متطلبات الجودة وجعلها هي المحك الأساسي للنجاح، والتي تظهر من خلال نتائج الجامعة إنها ثقافة مرتبطة بالعمل الروتيني.
شراكات الجامعة توضح مدى التطلعات نحو آفاق معرفية وبحثية غير تقليدية، حيث للجامعة شراكات مباشرة ومفعلة في تصميم الخطط الدراسية والتدريس وتدريب الطلبة وتأهيل الخريجين مع شركات ومؤسسات تعتبر رائدة إقليميا وعالميا مثل معهد ماساشوسيتس للتقنية MIT وجامعة الفضاء العالمية ISU ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ومع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. كما تظهر احترافية الجامعة من خلال ذراعها الاستشاري والتطويري، والذي يتمثل بمركز الفيصل للأبحاث والدراسات الاستشارية، والذي يقدم خدمات استشارية وتدريبية ذات جودة وإنتاجية كبيرة ومفيدة للوطن والاقتصاد.
ومن جهة أخرى، عند التعمق في البرامج الأكاديمية التي تطرحها الجامعة، يظهر مدى ذكاء القائمين على هذا الشأن، والذي يعتبر جوهر عمل الجامعة، باستحداث برامج ذات صلة قوية بمستقبل سوق العمل، وتتشكل هذه البرامج بمرونة كافية للتعديلات والإضافة لمتغيرات التعليم والمعرفة والتدريب وتخصصات المستقبل بطريقة تكون ممنهجة وغير مؤثرة على رسالة وأهداف الجامعة. وبشكل خاص برامج الدراسات العليا التي تحتويها الجامعة تعتبر برامج حيوية وهامة، وبعضها غير متوفر بأي جامعة أخرى بالمملكة. كما أن الكادر التدريسي بالجامعة يعتبر ذا كفاءة عالية ومتوافق من التخصصات المطروحة بشكل وثيق ومدروس.
ورغم حداثة إنشاء جامعة الفيصل نسبيًّا، تُصنّف الجامعة بالمرتبة الثامنة بين جامعات المملكة في تصنيف كيو إس QS للعام ٢٠٢٤ وهو الأكثر موثوقية بين جميع مؤسسات التصنيف العالمية، وتُصنّف كلية الطب بجامعة الفيصل من أفضل ٧ كليات للطب بالمملكة حسب التصنيف نفسه (كيو إس) للعام ٢٠٢٤. أما تصنيف شنغهاي Shanghai Ranking ذائع الصيت، تُصنّف كلية الطب بجامعة الفيصل كثاني أفضل كلية طب على مستوى المملكة عن العام ٢٠٢٣، ويُصنّف تخصص علم الأحياء بالجامعة بأنه أفضل برنامج بين جميع البرامج المماثلة على مستوى المملكة. وبالنظر إلى نتائج مخرجات جامعة الفيصل في اختبار الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ظهرت نتائج خريجي جامعة الفيصل من برنامج الطب في مراكز متقدمة، وخلال الفترة بين عامي ٢٠١٨ و٢٠٢١ كانت أفضل جامعة سعودية في تحقيق نسب الاجتياز، وفي السنة الحالية حققت الكلية المركز الثاني بين جميع كليات طب بالمملكة. كما أن خريجي الجامعة في تخصصات عديدة مثل الهندسة والأعمال والصيدلة حققوا نتائج قوية في العديد من الاختبارات المعيارية. وهناك الكثير من القيادات حاليًّا في الكثير مؤسسات وشركات الوطن هم من خريجي جامعة الفيصل، والذين أصبحوا منافسين أقوياء في سوق العمل تتنافس على استقطابهم الكثير من القطاعات الحيوية.
ختامًا، جامعة الفيصل نموذج يحتذى به في الابتكار والريادة في التعليم الجامعي من خلال امتلاك رؤية طموحة تتجاوز بها الحدود إلى العالمية، مع مقومات راسخة تتمثل بالإدارة العليا والإدارة التنفيذية وقِيمة الشراكات، وتَمكَّن الكادر التدريسي والبحثي، مما كان له الأثر الإيجابي على نتائج قوية ممزوجة بمخرجات ذات موثوقية عالية، وهذا لا يلغي جهد الكثير من الجامعات خاصة الأهلية في العمل المتقن وتحقيق نجاحات كبيرة على كل الأصعدة، وهذا من المفترض يزيد التنافسية المحمودة في تحقيق نجاحات أكبر في مؤسسات التعليم الجامعي في السعودية.