على مدار الساعة ،لانكاد نجتاز شارعاً فرعياً، من شوارع الحي ،إلا ونرى جمعاً كبيراً من دراجات التوصيل النارية ،مركونة أمام المطاعم، وكثيراً مانراها تتجول بين المركبات بصورة مريعة ، ولانكاد نوشك على الخروج أو الدخول من و إلى منازلنا ،إلا ونشاهد احداها متوقفة أمام باب أحد منازل الحي ،في إنتظار تسليم مابحوزته من طلبات ووجبات وأطعمة،هذه المهنة لم تكن موجودة بهذه الصورة إلى عهد قريب ، وهو ماسهل في إستمراء الأكل من المطاعم بشكل شبه يومي ،فبالرغم من أن مشروع توصيل طلبات المطاعم (دليفري) ذا قيمة ونفع خاص،وله شيئ من المردود الإيجابي في جانب اختصار الوقت والجهد،إلا إنه مقابل ذلك ،فيه الكثير من السلبيات والكثير من الأضرار التي ظهر أثرها مؤخراً على بعض أفراد المجتمع. وقد رُصدت بعض هذه السلبيات في تصرفات وسلوكيات سيئة، وتجاوزات مقرفة من بعض الأفراد القائمين بهذه الخدمة ، ونقلت لنا وسائل التواصل الإجتماعي ،سلوكيات من امتهنوا هذه المهنة التي لم تعد حكراً على أحد ، وأصبحت متاحة للجميع ، نقلت إلينا من خلال مقاطع فيديوهات لأشخاص وهم في وضع وسلوك يشمئز منه الشخص وينفر منه الإنسان السوي ،مقاطع فديو التقطت عن بعد عبر كاميرات الجوال ،ومن خلال كاميرات المراقبة الخارجية للمنازل ،من تلك السلوكيات السيئة الذكر، البصق في الأكل ،والقيام بأكل أو قضم جزء من الأطعمة التي يفترض أن يوصلهاالشخص ومن ثم يعاود ترتيبها وتنظيمها مرة أخرى بعد أن أكل منها، بحيث تبدو ملائمة للمشاهد ،وتظهر في مظهر لائق للعميل، وكأن شيئا لم يحدث ولم يكن ،وكأن الأيدي لم تمتد إليها. ومن ذلك شرب جزء من المشروبات والعصيرات المعدة سلفاً للعملاء ، أو ضع إصبعهم فيها بشكل مقزز، هذا خلاف دخولهم للمنازل بأريحية تامة، بحجة تسليم الإرسالية ،في تعد واضح مع كل أسف على حرمة أهل البيت، الذين سمحوا لهم بذلك ،واستهانوا بهذا التصرف على عواقبه الكبيرة. مع الأسف الشديد ،لقد آلف بعض الناس هذه الخدمة واتكلوا عليها بشكل كبير ، مع قدرتهم في الذهاب إلى ألمطاعم او المراكز واستلام مشترواتهم بصفة شخصية. وفي السياق ذاته فإن النساء أصبحن أكثر اعتماداً على منتجات المطاعم والوجبات السريعة التي نجهل طريقة طهيها ،نتيجة الكسل أو مدعاة الترف. أنا غير قادر حتى الآن على فهم الإصرار على الأكل من المطاعم بشكل يومي مع تزايد الأمراض والوفيات الناتجة عن التسمم الغذائي الذي هو جزء من سلبياتها .