وكشف متعاملون في أسواق الأعلاف عن الاستقرار الكبير في أسعار الأعلاف مع ميلها كذلك إلى الانخفاض، متأثرة من جملة عوامل، منها توفر الطلب والعرض، ووفرة الإنتاج، الذي أسهم في انخفاض الأسعار بنسب راوحت بين الـ30% والـ40%.
3 ريالات للحزمة
بينت جولة ميدانية لـ«الوطن» أن أسعار محاصيل الذرة (الأعلاف المحلية)، انخفضت حاليًا إلى 3 ريالات للكمية الواحدة «الحزمة»، بعد أن كانت تباع بـ5 ريالات في الأسابيع الماضية.
كما استقرت أسعار الأعلاف (البرسيم) عند 20 ريالًا، بعدما كانت تصل سابقا إلى 25 ريالًا، إلى جانب توفر المحاصيل بوفرة كبيرة قبل دخول ذي الحجة المقبل.
وقدر بائعون أن دخول موسم الصيف أسهم في توفر محاصيل الذرة بكثرة، ما أدى إلى تراجع الأسعار في جازان.
إنتاج الأعلاف
سجل إنتاج الأعلاف في المملكة 11 مليون طن في العام الماضي، وقد أولته عنايتها باعتباره من عناصر توفير الأمن الغذائي، والاهتمام بتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتي تعزز تغذية المواشي، وتشجيع وتحفيز المربين، وتحسن الكفاءة الإنتاجية.
وبينما شهدت أسعار البرسيم ارتفاعًا بنحو 3% في مارس الماضي، عاد السوق بعد ذلك إلى التراجع والاستقرار، حيث توقف سعر حزمة البرسيم حاليًا عند 20 ريالًا.
تخزين وتوفير
يحرص منتجون للأعلاف على تخزين جزء من محصولهم لعرضه خلال مواسم ارتفاع الطلب، حيث ترتفع الأسعار، وهو ما تمارسه على الأخص العمالة الوافدة التي تستغل دخول المواسم، خاصة موسم الأضاحي، أو حتى دخول فصل الشتاء فيبادرون إلى رفع الأسعار، والتحكم بالبيع.
وأكد البائع محمد علي أن السوق يشهد حاليًا عرضًا كبيرًا للمحاصيل، ومع كثرة المعروض تنخفض الأسعار، أو على الأقل تستقر، وهو ما يحدث حاليًا، حيث استقر محصول الذرة عند 3 ريالات للحزمة، واستقر البرسيم أو الأعلاف عند 20 ريالًا للمربعة (حزمة البرسيم)، موضحًا أن أسعار معظم المواشي تتأثر بتوفر وانخفاض سعر الأعلاف لذلك فإن أسعارها تراوح حول 1200 ريال مع اختلافات عدة حسب حجم ونوع الماشية.
مراقبة الأسواق
طالب المواطن مصطفى مدخلي، بضرورة المراقبة المستمرة للأسواق، وعلى الأخص مع اقتراب موسم عيد الأضحى، مشددًا على ضرورة وضع تسعيرة موحدة، كي لا يتم التلاعب بالأسعار مع اقتراب فترة شراء الأضاحي.
وأوضح أنه «يجب وضع آلية مخصصة ومحكمة لانتشار العمالة في السوق المخصص، وعمل دراسة للتوطين مستقبلا».
محاصيل بعلية
أسهمت المحاصيل البعلية، وانخفاض تكاليف الإنتاج فيها في خفض أسعار الأعلاف، خصوصًا مع نجاح الميكنة الزراعية في تخفيض تلك التكاليف بنحو 90%.
وبلغ إجمالي إنتاج المحاصيل البعلية 45.366 طنًا، وهي تشمل الذرة الرفيعة، والدخن، والسمسم، والقمح، والشعير.
تستهدف الخطة الوطنية للزراعة البعلية مناطق محددة في المملكة وهي جازان، وعسير، والباحة، ومكة المكرمة، كما تستهدف زيادة الاكتفاء الذاتي، وتحسين إنتاجية المحاصيل، وتعزيز دخل المزارعين الصغار.
أسعار المواشي
انعكست وفرة الأعلاف وانخفاض أسعارها على أسعار المواشي، فبعد موجة ارتفاع الأسعار في رمضان الماضي، والتي قفزت بنحو 80%، شهدت أسواق المواشي هدوءًا كبيرًا في الأسبوعين الحالي المنصرم، وتراوحت أسعارها بين 1000 وحتى 1500 ريال للنوع البلدي حسب الحجم، و 800 حتى 1000 ريال للسواكني، وهو ما دفع كثيرون إلى شراء أضاحي العيد مبكرًا بالأسعار الحالية.
وقال خالد خرمي إنه بادر إلى شراء أضحيتين بشكل مبكر، مشيرًا إلى أن الأسعار الحالية مقبولة وغير مبالغ فيها، وبرر الأمر بحرصه على تفادي موجة متوقعة لارتفاع الأسعار مع اقتراب العيد نتيجة لارتفاع الطلب.
وأضاف «وضعت الأضحيتين في إحدى مزارع أقربائي، وأعطيت 100 ريال لعامل المزرعة كل شهر لرعايتها، وأعتقد أن هذا الأمر سيجنبني التورط بشرائها لاحقًا بسعر مرتفع».