وجد عدد من الأدباء والمثقفين في موقع " فيس بوك" ملاذاً للتعبير بلا قيود عن المشهد الثقافي السعودي في ضوء انتخابات الأندية الأدبية التي انطلق قطارها من أدبي مكة في يونيو الماضي ، وأنشؤوا صفحة بعنوان " الأندية الأدبية السعودية.. إلى أين!! " ضمن مجموعة قالوا بأنها " تهدف إلى رصد مسار الأندية الأدبية، وخاصة في ظل انتخابات جاءت بوجوه جديدة للأندية الأدبية .. نحن لسنا ضد أحد ، لكننا نودُّ فقط أن نتابع هذا المسار الجديد للأندية الأدبية في ظل ما يسمّى بالانتخابات .. وما هي آثار ذلك على الثقافة وواقع الثقافة في بلادنا؟".

الصفحة انضم لها أكثر من ثلاثمائة اسم حتى يوم أمس، طرحوا عديد الرؤى والأفكار، حيث قال الدكتور محمد عثمان الثبيتي " مع أننا استبشرنا خيراً بالانتخابات إلا أن الكثير من المجالس الجديدة كان لأعضاء المجالس السابقة النصيب الأكبر فيها ، الأمر الذي يعني أننا سندور في فلك الكلاسيكية مدة أربع سنوات قادمة . كنت أتمنى ألا يُسمح بمن حظي بمقعد العضوية سابقاً بالترشح مرة أخرى ، لكي يفسح المجال للدماء الجديدة بضخ الأفكار الجديدة في شرايين الأندية الأدبية المُتجمدة ". أما الكاتب محمد المنقرى فانتقد إدارة أدبي جدة قائلاً " رغم ضعف المجلس الجديد الذي يسمونه منتخباً إلا أنه أنهى حقبة من الرداءة وهذه ناحية إيجابية لكن المجلس الذي سيعقبه قد يرث رداءات أخرى إلى أن يتم رعاية هذه القطاعات من "المستأسدين" و"المتثعلبين". فيما أكد الشاعر غرم الله الصقاعي على أن الانتخابات كشفت فهمنا للثقافة و للمؤسسة قائلاً " وهذه تحسب لها ولاشك أن الانتخابات كفعل تحتاج للكثير حتى نتشربها بوعي وحتى نستطيع أن نقول كلمة الثقافة فيها...إن اي انتخاب لأفراد لا يقدمون مشاريع أو برامج فهو انتخاب يقوم على القرابة والصداقة..والمصلحة... ثم إن شروط اللائحة تجعل كل الناس لهم الحق...كل هذه السلبيات تنتج عملاً ناقصاً وفعلاً قبلياً أو لنقل فعلاً شكلانياً... ما أتت به الانتخابات لا يختلف عما قامت به الوزارة في التعيين....أين المخرج إذاً....؟ " .

المخرج المسرحي محمد بن ربيع الغامدي علق متهكما " ما الأندية التي خلقت بشار وأبا الطيب وأبا تمام وعموم النسل البهي المبارك من أعلام الأدب والثقافة العربية على مر العصور".