لاشك أن واقع حال العرب اليوم منهك ، ومؤسف..ولعل ما يحدث الآن على الساحة العربية بشكل عام.. والساحة الفلسطينية بشكل خاص من مآس.. يجسد تماما حقيقة واقع هذا الحال المزري.. والذي أقل ما يمكن ان يوصف به، بأنه حائط واطيء يغري اللص بالتجاوز، والسرقة ! .

وقد نبه الرسول الكريم بحصافة حسه النبوي الثاقب ، صحابته من جيل الراشدين.. إلى خطورة ما سيؤول إليه حال المسلمين من الضعف والتردي في القادم من الأعوام.. واللاحق من السنين.. رغم كل ما كانوا عليه يوم ذاك ،من العز والقوة الفتية، والإيمان المتطلع.. وذلك عندما لفت نظرهم إلى هذا الأمر الخطير في حينه.. بقوله( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.. قالوا اومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله.. قال لا.. ولكنكم غثاء كغثاء السيل)..

ومع ذلك فإن العرب لا يزال لديهم من عناصر القوة الاستراتيجية، ما يمكنهم، من وضع حد للغطرسة الصهيونية، وتحجيم الدعم الغربي للكيان الصهيوني، وإيقاف التهويد بالتهجير القسري للفلسطينيين ، بل وحتى استعادة القدس العربية ،وذلك مع كل تداعيات حقيقة واقع ضعف الحال العربي المنهك، في الوقت الحاضر،وما ترتب عليه من إحباط ، وقنوط في الساحة العربية والإسلامية .


وما دام العرب لا يزالون يمتلكون في جعبتهم الكثير من عناصر القوة ، بما لديهم من طاقات كامنة، يمكن توظيفها بفعالية عالية، في الصراع العربي الصهيوني،ناهيك عن استخدام البعد الجغرافي الاستراتيجي للوطن العربي، في النقل البري، والشحن الجوي والبحري ، إضافة إلى توظيف عمق جماهير الأمة، عربياً واسلاميا، في هذا المجال، فلا ريب ان الوصول إلى انتصار يصحح هذا الوضع المأساوي الشاذ عندئذ ، سيكون أمرا ممكنا.

ولذلك فان الأمر يتطلب من العرب والمسلمين جميعا ، الوقوف الحازم بوجه هذا التغطرس المقرف ،وزج الكامن من طاقتهم الذاتية، ودون تهيب،او تردد، لمنع الكيان الصهيوني من التمادي في عدوانه المتكرر على الشعب الفلسطيني، والحد من دعم الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني.

فلا للغطرسة الصهيونية.. لا للهيمنة الدولية لضمان أمن الكيان الصهيوني.. لا لقتل وترويع المواطن الفلسطيني.