وطوعت رئاسة الشؤون الدينية، التقنية والتطبيقات الذكية؛ لتفعيل منصاتها الرقمية؛ وهيأتها للتفاعل للأعداد المليونية لضيوف الرحمن التي من المتوقع أداءها لمناسك الحج لهذا العام.
مكامن القوة
قال رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس لـ"الوطن" إن رئاسة الشؤون الدينية حريصة على تعزيز مكامن القوة وتعظيمها في موسم الحج وإثراء تجربة ضيوف الرحمن في الحرمين، وإبراز ما تقدِّمه القيادة الرشيدة من أعمال جليلة لخدمة الحرمين الشريفين دينيًا وعلميًا، ولبلوغ مستهدفات المنظومة الدينية إلى الريادة الدينية العالمية بكسر حاجز الزمان والمكان، عبر استثمار الأيقونات والمنصات المعرفية، والتطبيقات الحديثة".
الوسطية المعتدلة
أكد الشيخ السديس أن التطبيقات الحديثة والمنصات الدينية الرقمية أسهمت في وصول رسالة الحرمين الشريفين الدينية الوسطية المعتدلة إلى شتى بقاع العالم، ونجحت في تعزيز التجربة الرقمية الدينية للحرمين الشريفين وتجويدها، من خلال المنصات الرقمية المتنوعة التي سخرتها رئاسة الشؤون الدينية؛ موضحا أن من المنصات الرقمية الدينية التي سخرتها الرئاسة لتعزيز أداء رسالتها في موسم رمضان المبارك: منصة "منارة الحرمين"، وهي منصة رقمية تُعنى ببث خطبة الجمعة من الحرمين الشريفين، والدروس العلمية والمحاضرات والكلمات الوعظية.
منصات عالمية
أشار الشيخ السديس إلى أن من المنصات كذلك "مقرأة الحرمين" وهي منصة عالمية لتعليم القرآن الكريم عبر الإنترنت من الحرمين الشريفين، وتستهدف المسلمين في شتى أنحاء العالم، وتُعد المرجع الأول في تعليم القرآن الكريم وإقرائه، وهي مبنيَّة على أعلى معايير الجودة، وتُطبِّق أفضل الأساليب التعليمية والتربوية، وتلبي رغبات جميع الفئات العمرية.
ومن المنصات كذلك "مصحف الحرمين"، القائمة على تلاوات أئمة الحرمين قديمًا وحديثًا، وتسجيلات تلاوات صلاتي التروايح والقيام، وتضاف - بإذن الله - في التحديثات القادمة تلاوات السنوات الماضية لصلاتي التراويح والقيام.
ومن المنصات المهمة كذلك التي سخّرتها الرئاسة، منصة "لوامع الأذكار"، وهي منصة جامعة للأذكار والأدعية من القرآن والسنة النبوية، وتمتاز بمجموعة من الخدمات والمزايا؛ منها: سهولة الوصول والتنقل داخل المنصة، وأنها مدعمة باللغتين: العربية والإنجليزية، وتُدعم في المستقبل بلغات أخرى.
خدمات واسعة
توفر المنصات بالمنظومة الدينية مجموعة واسعة من الخدمات؛ فتوفر (13) خدمة عبر البوابة الإلكترونية، و(4) خدمات في منصة "منارة الحرمين"، و(4) خدمات في "مقرأة الحرمين"، و(13) خدمة في موقع مكتبة الحرم المكي الشريف، و(10) خدمات عبر تطبيق الحرمين الشريفين، وخدمتين في تطبيق مصحف الحرمين الشريفين، بمجموع (46) خدمة رقمية متاحة للمستفيدين، ويعد هذا الرقم في مجموع الخدمات الدينية الرقمية قياسيًا من جهة عمر الجهاز الديني التخصصي بالحرمين وحداثة إنشائه.
اختيار اللغات
يتم اختيار اللغات بناءً على دراسات ميدانية شاملة تأخذ في الاعتبار جنسيات واحتياجات الزوار والمصلين.
وحاليًا تتم ترجمة الخطب إلى اللغات التالية: الإنجليزية، الفرنسية، الأردية، الملاوية، التركية، البنغالية، الهوساوية، الصينية، الروسية، والفارسية.
وتجري الرئاسة دراسة إضافة لغات أخرى في المستقبل، مع مراعاة الاحتياجات المتزايدة لعدد المعتمرين والحجاج والزوار، وفقًا لخطة الرؤية المباركة 2030.
الترجمة الفورية
يعد مشروع خادم الحرمين للترجمة الفورية لخطبة عرفة وخطب الحرمين الشريفين نقلة نوعية عالمية لنشر رسالة الدين الإسلامي الحنيف ومنهج الوسطية والاعتدال إلى جانب إسهامه في تحقيق أهداف رؤية 2030 المتعلقة بالحرمين الشريفين.
وتعد خطبة يوم عرفة من الخطب ذات الأبعاد الإسلامية المهمة، وقال الشيخ السديس إن "مشروع خادم الحرمين لترجمة خطبة يوم عرفة يعد الأكبر من نوعه في العالم، إذ تُترجم الخطبة وتُنقل إلى دول العالم بـ10 لغات".
مواصفات عالية
يعمل مشروع الترجمة وفق منهجيات إدارية معتمدة ومواصفات فنية عالية وخطط زمنية دقيقة، لضمان الجودة والبث في الوقت المحدد من خلال فريق العمل المؤهلين تقنياً ولغوياً.
وتقوم مجموعة من المترجمين المؤهلين بالعلم الشرعي والمتمرسين في الترجمة الفورية بترجمة خطبة عرفات، مع الإلتزام بأسس الترجمة العلمية عمليًا، بهدف ضمان شمولية خدمات الترجمة لجميع الزوار والمصلين في الحرمين وللناطقين بغير العربية في جميع أنحاء العالم، ويتم اختيار المترجمين بعناية لضمان جودة الترجمة وفهم صحيح للمفاهيم الدينية.
رؤية الرقمنة
باستخدام هذه المنصات الرقمية الدينية، تعزز رئاسة الشؤون الدينية فهم وتواصل الشعوب المختلفة وتبادل الثقافات والحضارات.
وبهذه الطريقة، تسعى رئاسة الشؤون الدينية إلى توفير فرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين للاستفادة من الخطب والدروس الدينية في الحرمين الشريفين بطريقة تمكنهم من فهمها واستيعابها بسهولة.