"أوسمان بي" أو "عثمان بيك" هو شارع المال والأعمال في مدينة إسطنبول التركية، يشبه في بعض تفاصيله التجارية شارع "باب شريف" العريق في جدة، حيث يتوسط هذا الشارع الضفة الأوروبية من المدينة، التي تمتاز بكثرة المراكز والمتاجر التجارية الضخمة.
ويحوي هذا السوق مئات المحال التجارية ذات العلامة التجارية الكبيرة التركية والمتخصصة في صناعة الملابس "بالجملة فقط" بشتى أنواعها وفئاتها. ويعد السوق، وفقاً لأحد تجاره محمد صائغن، بأنه :"أكبر مصدر للملابس التركية لروسيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، والخليج العربي تحديداً".
ويقول صايغن الذي يتقن العربية، ويعد أهم الوسطاء التجاريين بين عموم التجار العرب وأصحاب تلك المتاجر في عقد الصفقات:"يمتاز هذا السوق التجاري بمدخول يومي يتجاوز عشرات الملايين من الدولارات الأميركية، لذا تحرص شركات الملبوسات على الوجود في هذا السوق رغم ارتفاع كلفة التأجير في هذه المنطقة تحديداً".
"سيري" هي كلمة السر التجارية الوحيدة في هذا الشارع، والتي تواجهك حالما تطأ قدمك عتبات هذا السوق، وهي تعني بالعربية "البيع بالجملة فقط"، وتستطيع أن ترصد في هذا المكان ملامحاً لوجوه التجار التي اختلطت فيها السحنة العربية بالروسية بدول القوقاز والأوروبيين عموماً.
ورصدت "الوطن" سيدة أعمال سعودية تدعى ليلى الحمبضاضة تتجول بين تلك المحال لتجهيز مشروعها التجاري المتخصص في الملبوسات النسائية بإحدى المراكز التجارية شمال جدة. وتقول الحمبضاضة عن سبب وجودها في "أوسمان بي":"ميزة هذا السوق هو الكاريزما التجارية المتمثلة في كثرة وجود الموديلات النسائية التي تناسب السوق السعودية، إلى جانب رخص الأسعار فيها بشكل كبير وبجودة عالية"، مضيفة:"فارق السعر هنا مختلف كلياً عما يباع لنفس الموديلات، سواء في الأسواق التركية أو حتى العربية".
ومكثت الحمبضاضة 21 يوماً تذهب فيها لهذا السوق لتهيئة مشروعها، متنقلة بين عدد من المتاجر المتخصصة في فساتين السهرة والموديلات النسائية الأخرى. وتضيف في سياق حديثها ميزة أخرى لهذا السوق:" أنه لا يمر أسبوع دون أن تطرح تلك المتاجر كل على حدة عن 10 موديلات جديدة تدخل في السوق، وهو ما يمثل المنافسة الشديدة لاستقطاب عملائها التجاريين".
الشق التجاري لم يكن حاضراً فقط في هذا السوق، فبعض السياح العرب الذين يقصدون تركيا للاستجمام يلجؤون أيضاً لهذا السوق "لميزة الرخص" في شراء هداياهم لعائلاتهم وأصدقائهم. وكان من ضمن هؤلاء العراقي كريم الهاشمي الذي قدم للمرة الأولى لتركيا قائلاً:" تعرفت على هذا السوق من خلال المنتديات والمواقع الإلكترونية العربية المتخصصة في السياحة قبل شهرين من مجيئي، فكان الكثيرون يدلونني على هذا السوق لشراء هدايا الملبوسات من هنا، وبخاصة أنني حددت ميزانية محددة لشراء الهدايا".
وهناك ميزة أخرى يمكن أن تضاف لجاذبية هذا السوق تتمثل في سهولة الوصول إليه من خلال وسائل المواصلات العامة، وبخاصة مترو الأنفاق والترام وحافلات النقل العام.