عمليات جراحية كثيرة وضخمة طالت "التلفزيون" السعودي ولم يتغير شيء، فهرب بعض من فيه وصار لهم شأنٌ إعلامي، منهم "ياسر العمرو" الذي استغل شباب البلد في توفير قضايا إنسانية واجتماعية وخدمية تحتاج تسليط الضوء، فقدموا معاً مواد إعلامية راقية من وسط وأطراف البلاد في برنامجه "قضية رأي عام" على "روتانا خليجية"، فكان لقضايا القريات ورفحاء وغيرهما حضور مثل الرياض والدمام وجدة.
استغلال طاقات الشباب ووجودهم في مناطق بعيدة عن المدن الكبرى أزال حجة تباعد أطراف البلاد، في التقاعس عن القضايا البعيدة عن "عين الكاميرا" في المبنى الرئيسي.
قديماً.. كانت "الكاميرا" ضخمة رغم بساطة ما تقدم وقلة ما يصل إليها.. ونادراً ما يشاهد "البسيط" الذي يبحث عمن ينقل همومه وآلامه.. كانت "الكاميرا" تسير ببطء كأنها مسؤول يدخل حفلاً رسمياً.. كانت لا تلتفت ولا تبحث عن التفاصيل الدقيقة كما هو "المسؤول" حين يخاطبه مواطنٌ أمي عن معاناته فيرد عليه بعبارة "اكتب لي خطاباً"!
اليوم.. تلاشت ضخامة "الكاميرا" وزال رعبها.. وما زال الوضع كما هو في النتيجة وقلة الحركة، فلا تزال "كاميرات" قنوات وزارة الثقافة والإعلام قليلة الحركة، وإذا حضرت مناسبة كانت كمن يزحف في عصر السرعة! أٌنفقت الملايين على مراكز التلفزيون في المناطق.. ولا شيء جديد، فماذا قدم مركز تلفزيون الدمام الذي صرف عليه 90 مليون ريال؟ ومركز تلفزيون تبوك الذي صرف عليه 40 مليون ريال؟
بما أن التلفزيون السعودي غير ربحي ولديه مركز في كل مدينة ومحافظة، فلماذا لا يكون له استديو ومراسلون في كل مدينة، ولا أظن المسألة صعبة تحتاج الكثير من الملايين، القنوات المتطورة تحاور بعض الضيوف من منازلهم عبر برامج الاتصال المرئي الحديثة!
ماذا تفعل مراكز التلفزيون في المدن والمحافظات التي كتب على أسوارها "ممنوع التصوير"؟ يبدو أن موظفيها يعتقدون أن منع التصوير يسري على المركز!