انظر في كشف حساباتك كم قدمت لغيرك من خير، وكم اسعدت من قلوب، وكم كتبت من خير في صحيفة اعمالك، وهل انت مستعد للحساب يوم القيامة، وهل بذلت مافي وسعك من اجل ان تسعد غيرك من الناس؟ هل كنت ايجابيا؟ وهل تشعر أنك عندما تموت ستبقي اعمالا خالدة وصالحة يذكرك الناس بها بعد موتك؟ هل تركت لك بصمةفي حياتك؟ إن لم تفعل فبادر الآن وتجرد من الانانية وحب الذات، وأبدأ في رحلة تصحيحية لحياتك، وأعمل في قادم ايامك من أجل الخير وللخير فقط، فإن الله يراك ويعلم ما في داخلك، ويتابع خطواتك وتذكر أن الخير لايجلب إلا الخير، وانظرفي احوال من ماتوا ورحلوا، منهم من عاش طوال حياته دون هوية، ودون عطاء، ورحل ولم يدرك أنه فرط في خير كبير بالدنيا، ويتمنى العودة إلى الحياة ليعوض مافاته ولكن لاعودة .
زراعة الخير في حياتنا معطلة لدى البعض، يجب تفعيلها في كلمة صادقة، وفي حب الناس والاقتراب منهم ومساعدتهم والعفو عنهم وتجاوز اخطائهم ، في مسح جميع الشوائب التي علقت بقلوبنا، في زياره مريض ،في مسح دموع المحتاجين والفقراء .
انفقوا وابذلوا بسخاء وحققوا السعادة لمن حرم منها، فوالله انكم ستجدون السعادة قبل أن تصل إلى غيركم .انفقوا من الاموال المتراكمة في رصيدكم في دروب الخير، ليضاعفها الله لكم في الآخرة في وقت انتم احوج لها .كم من اشخاص رحلوا وفي ارصدتهم ملايين الريالات لم يستفيدوا منها ولم يأخذوها معهم ،وجاء من بعدهم ابناؤهم ليتفننوا في صرفها واهدارها .
من يريد الخير فابوابه كثيرة ومفتوحة على مدار الساعة ولكن من يبادر .فان الحياة قصيرة، يجب أن نعيشها بحب وببذل وعطاء ومحبة بدلا من ان نضيعها في امور لاتنفعنا في آخرتنا.
فطوبى لمن رحل عن هذه الدنيا والناس تذكره بالخيروتشهد له وهذا هو النجاح وهذه هي السعادة الحقيقية فالحياة لاتستحق منا كل هذا الركض الذي استنزف كل صحتنا واموالنا ونسينا آخرتنا حتى ادركنا الموت.