كما يحمل القصر كذلك «قصر آل عامر»، حيث بناه وشيده الشيخ عامر بن مانع بن عامر الصويلح آل سالم في قرية صاغر بنجران جنوب المملكة، وذلك في عام 1211 للهجرة الموافق 1796 للميلاد.
ويعد القصر أحد الشواهد التاريخية والأثرية العريقة في المنطقة، حيث عبرته وقائع عدة، وشهد أحداثًا تاريخية وحضارية كثيرة مذكورة في كتب التاريخ، وقد تعرض لعدد من قذائف مدافع الهاون خلال تاريخه، وبقي صامدًا.
تأهيل وترميم
يقول عميد أسرة آل عامر، الوالد حسن بن عامر أل سالم إن «قصر سمهر يعد أحد أهم المعالم التاريخية والأثرية في منطقة نجران، وهو إرث تاريخي للأجيال، وقد رأينا أن نحافظ عليه كقيمة تاريخية وأثرية مهمة، عبر الاهتمام به، لذا اجتمعت أنا وأبناء الأسرة للتشاور حول كل ما يمكن عمله لأجل القصر».
وأضاف «أجمعنا على أن يتم ترميم القصر والحوايا، وقد بدأت عمليات ترميم القصر وإعادة تأهيله في العام الماضي، واستمرت نحو عام كامل، حيث تم الانتهاء منه هذا العام، وذلك على نفقة أسرة آل عامر».
وتابع «تم العمل في مسطح إجمالي 2700 متر مربع، وذلك من أجل إحياء التاريخ، والإبقاء على تراث الأجداد، شاهدًا للجيل الحاضر والأجيال القادمة على حقب زمنية مضت وداعمًا للتراث الوطني».
تعاون عائلي
واصل حسن آل عامر «بلغت الكلفة الإجمالية لترميم المساحة كاملة نحو 850 ألف ريال، واتفق الجميع على تكليف الدكتور ذيب بن سعد بن عامر بالإشراف على مهمة الترميم، وساعده أبناء الأسرة من مهندسين وإداريين ومختصين في السياحة والتراث، وتولى العمل عدد من عمال البناء المختصين في ترميم المواقع الأثرية».
وتابع «يتكون القصر من 7 طوابق و5 أجنحة في كل طابق، و4 أبراج مراقبة، وفيه بئر ماء عذبة كانت موردًا للماء للمجاورين لها، إضافة إلى مصلى».
فريق بناء محترف
من جانبه، قال الدكتور ذيب بن سعد بن عامر، المشرف على ترميم القصر «حظيت وبتكليف من الوالد وبقية أفراد الأسرة قاطبة بمهمة الإشراف على تأهيل القصر وإعادة ترميمه، وهو ما اتفق عليه الجميع قبل عام من الآن، وبالفعل اتفقنا مع فريق متخصص ومحترف وذي دراية كافية بالبناء والترميم للبيوت والمنازل والقصور الطينية، على أن يكون الترميم والتأهيل وإعادة البناء للأجزاء التي قد أثر عليها الزمان، مع تجديد المظهر الخارجي للقصر، الذي سيبقى محتفظًا بشكله وهيئته الخارجية تمامًا، وقد استخدمنا نفس المواد التي بني بها، مثل الطين الخالص مضافًا إليه التبن، وكذلك بعض الأحجار وجذوع الأثل».
وتابع «حرصنا على الاهتمام بعدد من توابع القصر، مثل البئر التاريخية والسور وأرضيته التحتية، والأبراج الـ4 التي كانت مخصصة للمراقبة، والغرف والأجنحة، حيث تضم الطوابق الـ7 نحو 35 جناحًا.
موقع جيد
بين الدكتور ذيب أن القصر يقع متوسطًا المنطقة، وتحديدًا في قرية صاغر، إحدى قرى حي الكنتوب، الذي يقع ما بين طريق الملك عبدالله وطريق الملك عبدالعزيز.
وقال «سيكون هناك حفل افتتاح للقصر، حيث يجري العمل على قدم وساق للتحضير لهذه المناسبة من قبل جميع أسرة آل عامر، حيث ستدعو لحضوره عددًا من المهتمين بالثقافة والتراث والآثار، ثم ستفتح المجال للزوار وضيوف المنطقة والسياح لزيارته والتجول داخله، والتعرف على محتوياته». وختم.. سمي القصر بـ«سمهر»، والسمهر هو الوتد الصلب الذي لا يتزحزح، وسمي بذلك تشبيهًا به.
سمهر
ـ قصر بني عام 1796 في قرية صاغر بنجران.
ـ يعد من الشواهد التاريخية والأثرية العريقة في المنطقة.
ـ تمت عمليات ترميمه على مسطح إجمالي 2700 متر مربع.
ـ بلغت كلفة ترميمه قرابة الـ850 ألف ريال.