بين الأرض والأحياء عقْدٌ تاريخيٌّ، ينصّ أنّ عليهم أن يعيشوا بحسب قوانينها، لا أن يغتصبها أيُّ حيّ على هواه، لأنّها باقية وما عليها من الأحياء فانون. حقُّ الأحياء الاستفادة من قوانين الطبيعة، لا أنْ يفرضوا عليها قوانين لمصالحهم. حيوانات كثيرة انقرضت لعدم قدرتها على الانسجام مع هذه القوانين. وقد انسجمَ الإنسانُ مع هذه القوانين منذ أواخر العصر الحجريّ الحديث، حتّى قامتِ الثورة الزراعيّة، التي ما زالت مستمرّة حتّى اليوم...

فَظَهَرَ الصراعُ على ملكيّة الأرض، فكلّ سلطة (من القبيلة حتّى السلطات "الديمقراطيّة") تُطلِق التسميات بحسب مصالحها. أحياناً باسم فردٍ من أفراد مُكتشفيها أو قادتها العسكريّين، وأحياناً باسم فئة منها، وأحياناً باسم الشعب الذي يغتصبها، أو يحتلّها من شعبٍ آخر، وأحياناً باسم الصفة التي تتميّز بها هذه الأرض... كانوا يعبدونها في القديم، لأنّها سبب حياتهم، ويطلقون عليها ألقاباً من أمثال "أمّ الآلهة" و"أمّ البشر" و"الأمّ الكبرى" و"الأمّ المعظَّمة" و "الأم المقدَّسة" وقد شاع مصطلح Terra Mater في كلّ أرجاء الإمبراطوريّة الرومانيّة التي نقلت أيضاً تمثال الربّة الفريجيّة سيبيلي الملقّبة Magna Mater لتحقيق النصر على هانيبال... وكانوا يعتقدون أنّها روحٌ حقيقي، لها أنفاس ولها قدرات هائلة، وأنّها خلقت الآلهة لتكون في خدمتها... وعلى البشر أن يخضعوا لقوانينها مثل خضوع الآلهة لها. وما قصّة أورانوس وكرونوس وزيوس سوى دليل على قدرة الأمّ في إسقاط الإله الذي يُخالِف قوانينها. وفي بداية الثورة الزراعيّة حوَّلَ البشرُ آلهتَهم إلى آلهة خصب، فصار الإله يموت ثمّ يعود. منذ الثورة الزراعيّة ظهر ما يُسمّى "الملكيّة" (كلمة monarchy في الأصل تعني قطعة الأرض المحدَّدة للمالِك "monarch") وبدأ الصراع والقتال، من كلّ الأنواع على الملكيّة - الأرض. فكان النظام الملكيّ أوّل نظام للدولة. ومنذ ذلك الوقت سادَ واقعُ "الأرض للأقوى" فالملكيّة بحسب القوّة، عسكريّة أم سياسيّة أم ماليّة ... وما "العدالة" التي تُطالِب بها الشعوب الضعيفة المقموعة سوى ابتهال لمُناشدة قضاة يخضعون للمالِكين.

معركة الأسماء


أدّى الصراعُ على امتلاك الأرض إلى الصراع على الأسماء، فكلّ شعبٍ يرى الحقَّ له في هذه الأرض التي سمّاها، أحياناً باسمه، أو باسم قائده، أو باسم صفة الأرض عَيْنِها... فمثلاً يُسمّي اليهود أرضهم "أرض الميعاد" فأطلق المسيحيّون الغربيّون على روما اسم "مدينة الله"؛ كما أَطلق المسيحيّون الشرقيّون على أورشليم اسم "القدس"، وأَطلق المُسلمون على بلادهم "دار السلام"، وعلى بلاد الكفّار "دار الحرب". أمّا البوذيّون والزرادشتيّون والمانويّون، فلم يهتمّوا بإطلاق الأسماء، لانشغالهم بالكينونة والصيرورة.

ولو رحنا نَستعرض هذه المعركة لَما انتهينا. ولمّا كانت اللّغة من أكبر وسائل الكشف عن الأسماء، فقد انشغل اللّغويّون، ومنهم الفيلسوف نيتشه، بتحليل الأسماء والعودة بها إلى الجذر اللّغوي، ومن هذه الجذور يبنون نظريّتهم في أصل الاسم، وفي مَن يحقّ له أن يكون صاحب الأرض التي اكتسبتْ هذا الاسم. لكنّ بعض الأسماء ظلّت مجهولة، من أمثال سومر، التي لم يَعرفوا من أين جاء هذا الشعب ولا أين اختفى، وكذلك شعب المايا في أميركا الوسطى.

وما تزال الجهود مستمرّة؛ وفي زعمهم أنّ ذلك يكشف الحقيقة، وما يترتّب عنها من نظريّات ومواقف، ومن صراع فكريّ وعسكريّ... ومع أنّ صراع الأسماء له تأثيره، إلّا أنّ الحَسم يكون للقوّة، فكلّ الجهود الفكريّة والعقائديّة للأزتك والإنكا لم تفدهم شيئاً أمام الجحافل الإسبانيّة.

وسوف نختار اسم فلسطين من بين كلّ الأسماء التي وردتْ معنا أثناء عملنا في الترجمة، لأنّه اسم إشكاليٌّ حقّاً، على غير ما هي عليه معظم الأسماء الأخرى، وله تفسيرات عديدة. وقد أخطأنا في ترجمة هذا الاسم، بسبب استسلامنا للمعاجم المشهورة.

مع بليخانوف

من المؤلَّفات الفلسفيّة لجورجي بليخانوف كُلِّفتُ بترجمة المجلّد الرّابع. وكان بليخانوف مشهوراً عندنا في ستّينيّات القرن الماضي، وكانت بعض كُتبه قد تُرجمت إلى العربيّة أمثال "الفنّ والحياة الاجتماعيّة" و"دَور الفرد في التاريخ"؛ وكنتُ قد ترجمتُ كتابَيْه "الاشتراكيّة الخياليّة في القرن التّاسع عشر" و"القضايا الأساسيّة في الماركسيّة". كما أنّ معظم زعماء الاشتراكيّة الروس تتلمذوا على يدَيْه. وكان من قادة الأمميّة الثانية، وتنبَّأ، إلى جانب كاوتسكي، بفشل التجربة الاشتراكيّة التي قامَ بها لينين. وحتّى لينين نفسه الذي تزعّم البلشفيك قال عن خصمه المنشفيكي بليخانوف "حتّى تكون ماركسيّاً حقيقيّاً لا بدّ أن تقرأ كُتب بليخانوف الفلسفيّة". وبطلبٍ من "دار دمشق" قمتُ بترجمةِ هذا المجلّد الضّخم (860 ص). وبما أنّني مُعجب ببليخانوف، ومُطّلع على كُتُبِهِ المُترجَمة، فقد سارت ترجمتي بسهولة وسرعة... ولكنْ...

مرّت أمامي كلمة philistinism فترجمْتُها "النّزعة الفلسطينيّة"، ولكنّها جاءت في مقام الذمّ والدلالة على الهمجيّة والتخلُّف، فهرعتُ إلى "المَورد" المعجم الذي اكتسب ثقة المثقّفين، فوجدتُ: " الفلسطيني القديم- المادّي: شخص ماديّ النّزعة غير ذي اهتمام بالفكر أو الفنّ – شخص غير مطّلع على حقلٍ من حقول المعرفة" فوضعتُ الترجمة كما يوحي "المَورِد" لثقتي به وببليخانوف، الباحث الرصين. وحالما طُبع المجلّد في العام 1982 انهالت عليّ الانتقادات والمَلامات من جميع أصناف الإخوة الفلسطينيّين، واليساريّين: هل تَجهل مَن هُم الفلسطينيّون؟ لماذا لم تَضَع ملاحظة ضدّ خطأ بليخانوف؟ فقلتُ: ضدّ بليخانوف! فقالوا: بلى إن كانت هذه معرفته بالفلسطينيّين... فوعدتهم أن أضعَ الملاحظة في الطبعة الثانية. ولكنْ انهارَ الاتّحادُ السوفياتي وبقيتْ معظم النسخ في المستودع، لا أحد يطلبها، لا هي ولا سواها من الكُتب الماركسيّة، بل طفقت حاويات القمامة في الشوارع تستقبل المطبوعات السوفياتيّة، فضحكتُ بمرارة على نهاية جهدي، وعلى الأفكار الجديدة، التي صاغها بليخانوف في معادلاتٍ دقيقة.

مع مارلين ستون

بعد سنوات وصلتِ الشبكةُ العنكبوتيّة إلينا، وظلّت المسألةُ تحزّ في نفسي، لأنّه عندما كنتُ ألتقي أيّ صديق فلسطينيّ مثقّف في الشارع، كان يُعيد أمامي نغمة المَلامة إيّاها، فكان لا بدّ من التدقيق بهذه التسمية. وكان أن كلّفتني "دار الأهالي" بترجمة كتاب When God Was A Woman (يوم كان الربّ أنثى) فذُهلت للمعلومات المُناقِضة كلّ المناقضة لمعلومات بليخانوف. راجعتُ فصل "غزاة الشمال" أكثر من مرّة، للتأكُّد ممّا أُترجِم. وطفقتُ أتابع الموضوع في هذا الكتاب، فظهرَ أنّ الفلسطينيّين من أوائل الذين قاموا بالفعل الحضاريّ. وفي المقابل أَظهرت المؤلّفةُ اليهودَ شعباً دخيلاً على المنطقة، انحدر من المناطق الباردة في الشمال، فوصَفت عاداتهم ولباسهم، ورأت في غطاء الرأس نَمطاً جديداً يتميّزون به. كما أنّهم دخلوا سلك الكهنوت، بعدما قاموا بما يترتّب عن ذلك من عمليّات الإخصاء، لأنّ الكهنوت في تلك الأيّام كان خاصّاً بالمرأة، فالآلهة كلّها كانت من الإناث. وبدخولهم هذا السلك طَفقوا يعملون لمصلحة جماعتهم... وتُظهِر مارلين ستون ما في تصرّفاتهم من توجّهاتٍ مريبة، وكيف أنّهم عمدوا إلى احتكار الربوبيّة الوحدانيّة بالتدريج، ليوجدوا ربّاً وحيداً، لا شريك له، احتكروه لأنّه، كما زعموا، هو الذي اختارهم من بين جميع الشعوب ليكونوا شعبه الخاصّ. فإذا أرادوا أمراً، جَعَلوا أنبياءهم ينطقون بلسان يهوه. وقد صار يهوه قائدهم في كلّ شيء، فهو الذي أوحى إلى إبراهيم بمُغادرَة جنوب العراق، ومنحه فلسطين، وطَلَبَ من نسله أن يقضي على شعب تلك الأرض... إلى آخر ما في العهد القديم.

بيد أنّ أهمّ معلومة أنّ هؤلاء القوم ليسوا ساميّين، بل من العرق الآري، القصير القامة، الذي يعوِّض عن قصره بقبّعةٍ طويلة. واتّهمتهم بتشويه وجوه التماثيل، وتدمير كلّ مظهر من مظاهر الحضارة التي يعيشون فيها. فلم يتركوا أثراً فنيّاً إلّا شوّهوه، وعادَوا ما هو فنّي في كلّ المجالات، وليس في مجال النحت والعمران فقط. وكانَ هذا الشعب عصيّاً على التطوّر الفنّي والعادات السائدة، حتّى العصور الحديثة، ما أدّى إلى كراهيّة باقي الشعوب له، واستخفافهم بعاداته وتقاليده.

مع المعاجم والمَراجع

عند هذه النقطة صرنا أمام رأيَيْن متناقضَيْن، ولا بدّ من التحرّي لترجيح أحدهما... أو ربّما جمْع النقيضَيْن، ففيه من هذا، كما فيه من ذاك. وابتدأت عمليّة البحث، لا لشيء، بل لمعرفة كيف تتعامل المَراجِع والمعاجم مع هذا الموضوع، فوجدتُ الكثير من التناقُضات، والتوجُّهات التي نظنّ أنّها لم تكُن توجّهات مبنيَّة على قاعدةٍ متينة، وإنّما هي لعب بالأسماء، ولجوء إلى التأويل... وإليكم بعضاً ممّا اطّلعت عليه:

في "الموسوعة العربيّة الميسَّرة" نجد أنّ شعب فلسطين يتألّف من الكنعانيّين. وكنعان تعني "خشونة الأرض" أيّ الأرض القاسية أو الصلبة، ومن هنا تستنتج الموسوعة ما يُسمّى العماليق، أو جبابرة فلسطين، الأقوياء القساة. أمّا عند فيليب حتّي في كتابه "تاريخ سورية ولبنان وفلسطين" فإنّ كلمة كنعان تعني بلاد الأرجوان.

في "موسوعة أكسفورد" اللّيزريّة (أو الرقميّة) 1997 نقرأ أنّ الفلستينيّين Philistines ليسوا ساميّين، بل مجموعة من الشعوب البحريّة، استقرّوا في فلسطين Palestine التي تعني في الموسوعة "الديار المقدّسة" (؟) وهذا ما يؤيّده إريك كلاين في كتابه " 1177 عام انهيار الحضارة" الصادر في العام 2014 والمُترجَم إلى العربيّة في العام 2020 عن دار هنداوي، فيرى أنّ الفلستينيّين عبارة عن شعوبٍ بَحريّة غَزَتْ مصر وقَضَتْ على الحضارات القائمة في الشرق الأوسط. يقول: "دَخَلَ المُحاربون المشهدَ العالَمي وتحرّكوا مخلّفين في أعقابهم الموت والدمار. يُشير الباحثون المُعاصرون إليهم جملةً بمسمّى شعوب البحر. لكنّ المصريّين الذين سجَّلوا هجومَهم على مصر لم يَستخدموا هذا المصطلح أبداً، محدِّدين هويّتهم عوضاً عن ذلك باعتبارهم مجموعات منفصلة تعمل معاً: الفلستيّون، والتجكير، والشيكليش، والشاردانا، والدانونا، والويشيش..." وبذلك أوقعنا في حيرة، فالمُهاجمون ليسوا "الفلستينيّين" وحدهم، فاستفرادهم بأنّهم خلَّفوا الموتَ والدمارَ ليس وصفاً عادلاً. أمّا "الموسوعة العربيّة الميّسرة" فتؤكّد أنّ الفلسطينيّين، أو الكنعانيّين، إنّما هاجروا من الجزيرة العربيّة، كباقي الهجرات التي سبقتهم، أو لحقتهم. بينما يميل البحّاثة أحمد سوسة إلى أنّ الفلستينيّين آريّون قدموا من بحر إيجه، أو من جزيرة كريت، ذات الحضارة الراقية، فهُم من الشعوب البحريّة. وتقول "موسوعة إنكارتا" اللّيزريّة 2009 عن الفلستينيّين إنّهم شعب حضاري جدّاً عاشوا في الإقليم الساحليّ من فلسطين. فهي لا تُفرِّق بين كلمتَيْ الفلستيني والفلسطيني. وترى الموسوعة أنّهم استوطنوا من عقرون حتّى حدود مصر... وترى أنّهم جاؤوا من قفطون، وتشير إلى أنّ المصادر الحديثة تؤكّد أنّهم من جزيرة كريت، ذات الحضارة والدساتير المُتقدّمة.

نَجِدُ في "موسوعة هتشنسون" اللّيزريّة 2000 تأكيداً على أنّ كلمة فلسطيني في المصادر العِبريّة في القرنَيْن الحادي عشر والعاشر قَبل الميلاد تعني أيّ شخص عدوّ، غير متحضّر، غير مثقّف... وهذه فكرة انفردت بها هذه الموسوعة. ونظنّ أنّ جميع المراجع التي تَصف الفلسطينيّين بهذه الصفة اعتمدتْ على هذا المفهوم الذي أَطلقه اليهود في القرنَيْن المذكورَيْن. ونَزعم أنّ اختراع كلمة Palestine إنّما حصلَ كي تتداخل مع Philistine لغاياتٍ سياسيّة.

نظرة لغويّة

نعود إلى المعاجم فنَجِد كلمة phillumenist وتعني، بحسب "مُعجم المَورِد": محبّ الثقاب، مولَع بجمْع الثقاب، تأتي بعد كلمة Philistine مباشرة، وهي مؤلّفة من كلمتَيْن phil وتعني محبّ أو مولّع، وكلمة luminaire وتعني التنوير أو الإضاءة... إلخ. فلماذا لا تُطبّق القاعدة على كلمة Philistine وهي أيضاً تتألّف من كلمتَيْن: phil المُحبّ أو الصديق وstine وتعني الموقد أو الكور، فيكون معناها مُحِبّ الموقد، أو الكور، أو ما شابه ذلك؟ لماذا phil تعني في مكان "مولع" وتُتَجاهل في مكانٍ آخر!؟ وقد أكّدت مراجع، وقد أشرنا إلى بعضها، أنّ الفلسطينيّين كانوا أمهر صنّاع المعادن، وبُناة أوّل مدينة في التاريخ، وهي أريحا، التي تعني مدينة القمر، أو دَير القمر. ولو أحصيْنا هذه السابقة "فيل" لوَجدنا الكثير منها، وما أكثر الكلمات التي ترحِّب باستقبال هذه السابقة، أمثال فيلولوجي (المولَع بعِلم اللّغة) فيلانتروبي (الإنساني، مُحبّ الخير) فيلوسوفي (محبّ الحِكمة) فيلهارموني (المولَع بالانسجام الموسيقي) ... وكلّها بالمعنى نفسه إلّا في كلمة فيلستين! ... ولم نَجِد سَبباً واحداً لتأويل الكلمة بعيداً عن الأصل اللّغوي. إنّ الإغريق هُم مَن أَطلق اسم الفلسطينيّين على سكّان القسم الجنوبي من أرض كنعان، واسم الفينيقيّين (بسبب بشرتهم السمراء، ولامتهانهم التجارة البحريّة، نُسبوا إلى طائر الفينيق، الذي يحترق ليولد من جديد) على سكاّن القسم الشمالي من أرض كنعان. وبهذا نكون تمسّكْنا بالجذر اللّغوي اليوناني، ويكون الفلسطينيّون، أو الكنعانيّون، من جملة الشعوب السوريّة التي امتزجت عنصريّاً ولغويّاً.

من المعيب ذكر عيوب شعب معيّن من دون تحقيقٍ دقيق. لكلّ الشعوب عيوبها، وأحياناً عيوبها القاتلة، كما أشار أنطون سعادة في كتابه "نشوء الأُمم"... ولها أيضاً محاسنها من حضارة وثقافة. ولا وجود لشعبٍ ملائكي إلّا في نصوص الطوباويّين.

يبدو أنّ السياسة النفعيّة جَعلتِ اللّغة أداةً في مَلعبِها. وربّما تَعجز مئات المدارس، من أمثال مدرسة فرانكفورت، عن أن تُعيد للّغة دلالتها الأصليّة.

*كاتب وناقد من سوريا

*ينشر بالتزامن مع دورية افق الإلكترونية.