كانت ركلة ترجيح الإيطالي بيرلو في مرمى إنجلترا علامة فارقة، ليس لأنها أقصت منتخب الأسود الثلاثة من "يورو 2012" وحسب، ولكن لأنها أشاعت كماً كبيراً من الثقة الكبيرة في منتخبه، وعبرت به إلى نصف النهائي.
يعلق بيرلو "خطر الأمر على بالي فجأة.. في لحظته".. ويتابع "رأيت الحارس مرتمياً فسددت الكرة بهذه الطريقة.. كانت النهاية أسهل.. وقد هدأت هذه التسديدة من روعنا جميعاً".. وهذه الجملة الأخيرة هي تماماً ما قصدته بإشاعة الثقة في بقية اللاعبين، وفي الضغط على المنافس، وهو ما ذهب إليه المدرب الإيطالي برانديللي وهو يؤكد أن تلك التسديدة شكلت ضغطاً على اللاعبين الإنجليز.
كانت صحيفة "لا ريبوبليكا" موفقة وهي تصف تلك الركلة بأنها "مجنونة وغير معقولة".. ولعل التسديد بطريقة "المغرفة" كما تعارف الطليان على تسمية تلك الكرة التي تتهادى فوق الحارس بإتقان شديد، شيء أقرب إلى الجنون في ظل الظروف العصيبة التي كانت تشهدها المباراة، لكنها كانت جنوناً حاسماً أكثر من اللازم.
كان بيرلو عبقرياً بأعصاب حديدية، وفي لحظة نسي كل لوم أو تقريع ربما يتعرض له لو أخفق، واتخذ قراراً شجاعاً كان وليد اللحظة، لكنه كان قراراً وضعه جنباً إلى جنب مع عباقرة نفذوا هذه الـ"مغرفة" بكل اتقان، وصنعوا مجداً لن ينسى مثل زيدان، وبانينكا، وتوتي، وابرو وغيرهم.