ويصنف الرامسي وعلى حسب المعايير العالمية المعتمدة بأنه من أجود وأطيب أنواع الطماطم، حيث يمتاز باللونين الأخضر والأحمر معًا، وبطعم يمزج بين الحلاوة والملوحة مع بعض الحموضة، ليجمع بذلك بين خصال الفواكه والخضار، ويرجع فلاحو العوامية السبب في ذلك إلى قرب البساتين الرامسية من البحر إذ إن موقع المزارع المنخفض عن البحر، منحها كثيرًا من المعادن البحرية الأصلية، ومن هنا حظي الطماطم الرامسي بشعبيته الكبيرة بين سكان المنطقة.
تنمية المنتج
مع كل الميزات والانفراد النوعي في إنتاجه، بات الطماطم الرامسي يواجه تحدي التنمية، حيث يحتاج مزيدا من الاهتمام ليكون في صدارة المحاصيل الزراعية التي تميّز المنطقة، وتصنع لها بصمة خاصة في قطاع الزراعة.
ورفع كثير من فلاحي القطيف ملاحظاتهم التي ترتكز على محور مهم وهو رفع مستوى تنمية هذا المحصول من قبل الجهات المعنية، والسعي لانتشاره بذات الجودة وتقديمه كمنتج خاص استثنائي يميز المنطقة.
خارج الحدود
يشدد الفلاح حسن الجمعان على أن زراعة الطماطم الرامسي لم تعد محصورة وخاصة في حدود بساتين العوامية التي بدأ التوسع العمراني يجتاحها، بل تم استخدام ذات البذرة في مدن ومحافظات أخرى في المنطقة ومنها صفوى، وبو معن، والأحساء، لكنها مع ذلك لم تصل إلى مستوى جودة الرامسي، وقد يكون الأقرب لها من حيث الطعم هو محصول مزارع شرق صفوى.
ونوه إلى أن الاختلاف في أماكن الزراعة يعني اختلافا في جودة المنتج، وأيضا يفتح مجالا لاختلاف الأسعار وتباينها ما لم يتم توفير بيئة زراعية مقاربة لبيئة الرامس مع توفر ذات الموارد التي يمكن من خلالها زراعة محصول مطابق إلى حد ما للصنف الرامسي.
تراجع الإنتاج
في ذات السياق، شرح مدير إدارة الثروة النباتية في فرع وزارة البيئة والزراعة والمياه في المنطقة الشرقية المهندس أحمد الفرج «أيام قليلة تفصلنا عن نهاية موسم الطماطم الرامسي حيث ينتهي موسمه هذا الشهر، فيما يصادف وقت زراعته في أغسطس، وسبتمبر وأكتوبر ويشتل في يناير».
ولفت إلى أن مستوى الإنتاج تراجع كثيرا هذا الموسم، وذلك بسبب انحسار الرقعة الزراعية للرامس، فلم يعد يزرع في تلك المساحة الكبيرة، ويقدر الإنتاج هذا العام بحوالي 16 طنا من الطماطم الرامسي المنتج في أرض الرامس الزراعية.
ارتفاع غير مستغرب
يوضح الفرج أن سعر الطماطم الرامسي يتجاوز (80) ريالًا للصندوق الواحد (يقدر وزنه بحوالي 5 كلج)، ويتذبذب سعره حسب حجم الثمار من 35 - 80 ريالا.
وأشار إلى أن «ارتفاع السعر إلى 80 ريالا لصندوق الطماطم الكبير غير مستغرب، فهذا النوع المميز يزرع في تربة خاصة معروفة بكونها أرضًا ساحلية مالحة صالحة للزراعة تعطي هذا الطعم المميز والفريد، وأيضًا نوع المياه التي تروى به؛ حيث يزرع في منطقة الرامس بعوامية القطيف، ولذلك أخذ اسمه من تلك المنطقة، وهي تقع في شرق العوامية على مساحة تقدر بـ(800) هكتار تقريبًا وينتظره الأهالي في كل عام».
منجم من الطبيعة
تعد أرض الرامس الزراعية منجمًا لخيرات الطبيعة، إلا أن إنتاج صنف الطماطم تحديدًا يمكن أن يكون أفضل مما هو عليه الآن من خلال التركيز على التنمية المستدامة بما يضمن صحة وجودة المنتج، إضافة إلى الاستغلال الأمثل للموارد، علمًا أن أرض الرامس هي أكبر وقف زراعي في المنطقة من قبل أحد وجهاء بلدة العوامية الذي أوقفها قبل نحو قرن لعموم أهالي البلدة.
وتقع هذه البساتين في الناحية الشرقية لنخيل بلدة العوامية وتتجه نحو الشمال محاذية لساحل الخليج.
الحجم يحكم
يحكم حجم الطماطم أمر التسعير؛ فصندوق الطماطم الكبير ينزل للأسواق بداية الموسم بسعر لا يقل عن 90 ريالا، ويمكن أن يصل إلى 70 وحتى 60 ريالا مع تفاوت الحجم بين الكبير والوسط، فيما يبلغ سعر الصندوق الصغير نحو 40 ريالًا.
وتحديدًا فإن الصندوق الذي يزن بين 6 و9 كلج يعني الحجم الكبير، ويتراوح من 60 إلى 80 ريالا، وأما الحجم الصغير منه يكون من وزن 4 إلى 6 كيلو ويباع بسعر من 30 إلى 40 ريالا، والأصغر حجمًا تسمى الطماطم الشيري.
مع ملاحظة أن الصندوق الكبير منه يعادل قيمة 3 صناديق من الطماطم العادي الذي يزرع خارج العوامية، ويصل الحد الأعلى في قيمته إلى حدود 25 ريالًا ومع ذلك؛ يلقى هذا الصنف طلبًا عاليًا بشروط أسعاره، حيث يقدمه الأهالي كنوع من الهدايا الفاخرة ويرتفع حجم الطلب عليه وينتظره الأهالي كما يوصون عليه مع كل بداية موسم.
ونجحت مزارع من خارج حدود أرض الرامس في زراعة الطماطم بالاعتماد على «البذرة» كما هو الحال في شرق صفوى، وبلدة «أبو معن» الزراعية، وبعض قرى الأحساء، وتعد أسعارها أقل من الطماطم الرامسي، ولا تصل إلى ذات الطعم.