أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن بلاده لا تخشى تصاعد قوة الصين اقتصاديا وعسكريا ولا تسعى في الوقت ذاته لاستبعادها.
وقال خلال مؤتمر صحفي أثناء زيارة له إلى أستراليا "من الخطأ القول إننا نخشى الصين أو أننا نسعى لاستبعادها"، فيما أعلنت الصين أن نشر قوات مارينز أميركية في شمال أستراليا اعتبارا من العام المقبل "قد لا يكون مناسبا. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، ليو وايمين للصحفيين ردا على سؤال حول نشر قوات أميركية في شمال أستراليا القريبة من الصين "إن تكثيف وتوسيع التحالفات العسكرية قد لا يكون في صالح دول المنطقة".
ووصل الرئيس أوباما إلى أستراليا أمس وأعلن هو ورئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد عن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في منطقة آسيا والمحيط الهادي ويبدأ هذا بإرسال الآلاف من قوات مشاة البحرية الأميركية إلى ميناء داروين الأسترالي الذي سيتحول إلى قاعدة عسكرية أميركية بأمر الواقع.
وقالت جيلارد بعد محادثات مع أوباما إن الولايات المتحدة سترسل مزيدا من القوات إلى شمال أستراليا بموجب اتفاقية عسكرية جديدة تقضي في نهاية المطاف بوجود 2500 جندي أميركي في أستراليا.
ولن تشمل الاتفاقية قاعدة أميركية دائمة في أستراليا لكنها ستشهد مرور مزيد من القوات الأميركية عبر أستراليا مما يجعل الوصول إلى منطقة بحر الصين الجنوبي أسهل من انطلاق القوات الأميركية من قواعدها في الياب أن وكوريا الجنوبية.
وستتمكن القوات الأمريكية في ميناء داروين الواقع على بعد 820 كيلومترا فقط عن إندونيسيا من الاستجابة سريعا لأي مواقف إنسانية وأمنية في منطقة جنوب شرق آسيا حيث تسبب نزاعات حول السيادة في بحر الصين الجنوبي توترات في المنطقة.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع جيلارد في العاصمة كانبيرا "بزيارتي للمنطقة أوضح أن الولايات المتحدة تعزز التزامها تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادي بأكملها".
وقالت جيلارد إن إرسال مجموعة أولى تضم ما بين 200 و250 جنديا من مشاة البحرية الأميركية سيبدأ في عام 2012 وسيصل العدد إلى 2500 في نهاية المطاف.
وقد ترى بكين في الخطوة دليلا أكبر على محاولة واشنطن تطويق الصين بقواعد أميركية في الياب أن وكوريا الجنوبية وبإرسال قوات إلى أستراليا.
وتأتي زيارة أوباما لأستراليا تزامنا مع ذكرى مرور 60 عاما على التحالف الأميركي الأسترالي الذي بموجبه خاضت قواتهما كثيرا من الحروب معا.
ويعتزم أوباما رفع درجة الأمن البحري في منطقة بحر الصين الجنوبي خلال قمة إقليمية في جزيرة بالي بإندونيسيا هذا الأسبوع في تحد لرغبة الصين في عدم إثارة هذه القضية الحساسة في جدول أعمال القمة. ويلقي أوباما كلمة أمام البرلمان الأسترالي اليوم يركز فيها على رؤية الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادي قبل أن يتوقف في داروين ثم يسافر إلى بالي لحضور قمة شرق آسيا.