تتشارك بعض مباني الإدارات الحكومية في انعدام النظافة، لكن تظل المنافذ الحدودية صاحبة النصيب الأوفر بمنظرها المخجل أمام المسافرين، ولك أن تعرف عدد المسافرين لتعرف كم صورة سيئة نقلت عنا..!
تمنيت مرة أن أصطحب معي مدير عام الجوازات ومدير عام الجمارك في رحلة برية تمر عبر منفذين حدوديين في أطراف البلاد، لكي نلتقط صورا تذكارية في منافذنا الحدودية وصورا مماثلة في منافذ الدول المجاورة بغرض الذكرى والمقارنة بحثا عن التغيير إلى الأفضل..!
لكن مع الأسف لم تتحقق الأمنية، ولم يتحقق المقصود من تلك الفكرة، ربما لأني أخطأت حين عمدت إلى التلميح إلى أن منافذنا الحدودية سيئة جدا من كل النواحي.
كنت أظن أن الصور أصدق وصفا من تقارير المسؤولين، وأقوى تأثيرا من أي مقال أو تقرير صحفي.
أنا لا أظن أن المسؤولين "طنشوا" تلك الدعوة تجاهلا للداعي، ولكن يبدو أنهم يعرفون كل شيء أكثر مني، فلماذا يجادلون في شيء هم مقتنعون به.. ولذلك سأتجاوز المطالبة بتطوير المنافذ الحدودية، ولن أتحدث عن رغبة بعض المسافرين السعوديين في أن تكون منافذهم مثل المنافذ المجاورة لها في حسن تعامل الموظف مع المسافر والتخفيف عنه..
ولن أتحدث عن المسافر المسكين الذي يتعطل سفره نصف ساعة أو أكثر، لأن الموظف ذهب إلى دورة المياه، وزميله يرفض أن ينوب عنه، ولن أطمح في أن نتخلص من التفتيش اليدوي في وقت وصلت فيه الصناعات والتقنيات إلى مستويات عالية الدقة، ولن أطالب بكراسي انتظار بدل أن يقول موظف الجمارك للمسافر "خلك واقف عند سيارتك"، ولن أطالب بدورات مياه نظيفة للمسافرين.
فقط سأطالب المسؤولين الكرام (الذين وضعوا خدمة للمواطن كما أعرف) بأن يزيدوا عدد العاملين في الجمارك والجوازات بالمنافذ الحدودية: لتيسير سفر المسافرين في هذا الإجازة، وبعد أن تنتهي الإجازة لهم الحرية في خفض أعداد العاملين.. وإن لم يكن ذلك من أجل المسافر السعودي فليكن من أجل سمعة البلد أمام المسافرين من الدول المجاورة.