ناقش وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود مع السفير الفرنسي في المملكة برتران بيزنسنو عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والتعاون في المجال التربوي والتعليمي، كما ناقشا بحضور مستشار التعاون والعمل الثقافي بالسفارة الفرنسية جان لوي لافي دور معهد العالم العربي في باريس في تعزيز العلاقات بين العرب وفرنسا وأوروبا بشكل عام؛ لاسيّما في ميادين التربية والثقافة والعلوم.

وأعرب الوزير خلال استقباله السفير الفرنسي أول من أمس في مكتبه، عن شكره وتقديره الخالصين للموقف التاريخي المتمثل في تصويت جمهورية فرنسا لصالح قبول فلسطين عضوا دائما في منظمة اليونسكو.

وقال "إن العالم وليس المسلمون والعرب وحدهم، ينظرون بإعجاب وتقدير بالغين إلى الموقف الفرنسي، بوصفه نموذجا للإرادة العادلة التي تحترم كرامة البشر وحقهم في الحياة على أرضهم، والحصول على كامل حقوقهم الإنسانية والتعليمية والثقافية".

وفي سياق آخر قال سفير المملكة الدائم بمنظمة اليونسكو وممثل المملكة في المنصب الجديد "نائب رئيس المجلس التنفيذي بمنظمة اليونسكو" زياد الدريس: إن انتخاب المملكة خلال دورة المجلس للعامين المقبلين 2012 /2013 هو تجديد للتأكيد على مكانة المملكة، حيث إن هذا الاختيار هو للمملكة وليس لزياد الدريس. وتابع متحدثا إلى " الوطن" : أود أن أشير إلى أنه لا علاقة على الإطلاق بين ترشيح واختيار المملكة وبين المسائل المالية أو الوضع المالي لليونسكو بعد توقف الدعم الأميركي، حيث لاحظت أنه بمجرد الإعلان عن انتخاب المملكة نائبا للمجلس التنفيذي للمنظمة أثار البعض شكوكا وكأن مسوغات هذا الانتخاب ترتبط بتغطية العجز المالي الناتج عن تجميد الدعم الخاص بكل من الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا.

وكانت دول قد قدمت دعما لمواجهة بعض العجز في ميزانية اليونسكو ولم تحظ بالمنصب، كما أن دولا أخرى قد وعدت بالمساندة ولم تفز أيضا. أما فيما يخص المملكة، يؤكد الدريس على أنها لم تعط ولم تعد حتى الآن وأن مسألة اليونسكو ووضعها المالي الجديد هو قيد الدراسة في الرياض من أجل تحديد كيفية هذا الدعم وحجمه وما إلى ذلك ولم يقرر حتى الآن.

وتابع الدريس : إننا أمام انتخاب تلقائي كان لابد أن يتم في أعقاب تشكيل الهيئة الجديدة، هذه الإجراءات اعتيادية ولابد أن تتم سواء أكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أوقفت دعمها أم لا. والحقيقة أن مسألة ترشح المملكة لهذا المنصب قد نوقشت منذ مدة وكنت قد تحفظت عليها، حيث تنامى إلى علمنا وقتها أن إسرائيل سوف تدخل المجلس وهو وضع شديد الحساسية بالنسبة لنا، أما وأن هذا لم يحدث فإن طرح أمر الترشيح والانتخاب قد بات أمرا طبيعيا.

واختتم الدريس تصريحه بقوله: المنصب هو تشريف لي شخصيا وتكليف أيضا، خصوصا في الوقت الحالي الذي سيكون على المجلس حتى الدورة القادمة العديد والعديد من الملفات الساخنة في مقدمتها ملف العضو الجديد (فلسطين) والذي سيبقى ساخنا لفترة وأيضا تقديم مواقع للتراث العالمي خاصة بفلسطين، إضافة إلى الوضع المالي المعقد بعد تجميد مساهمات أميركا وكندا وإسرائيل.

ويرى الدريس أن هذا المنصب يرتب أعباء والتزامات على المملكة، فهي ستكون معنية بكافة المنطقة العربية وليس بنفسها فقط، هذا إضافة إلى دورها المعروف في دعم الثقافة العربية داخل اليونسكو وكذلك العمل على التأكيد على أهمية اللغة العربية واستمرارية برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في هذا الشأن، كون المملكة صارت قريبة من الموقع الذي ستتخذ فيه القرارات فإن هذا يجعلها أكثر ديناميكية وفاعلية فيما يخص البلدان العربية.

وحول انضمام جدة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي قال "إن المواقع التراثية تناقش عادة من خلال لجنة التراث العالمي التي تجتمع كل عامين إما في يونيو أو يوليو، وقد نوقش في يونيو الماضي ملف جدة واتخذ فيه القرار بأن الموقع لا يزال غير جاهز، وسحب الملف إثر ذلك حتى لا يصوت عليه بالرفض، والآن نحن بصدد إعادة معالجة الملف الذي تعمل عليه هيئة السياحة والآثار وأكثر من جهة حتى يكون جاهزا تماما ومعدا للتصويت عليه في الاجتماع القادم للجنة التراث العالمي.