ها نحن نشهد إدراج ومشاركة الذكاء الاصطناعي وإسهامه الفعال في مجال الصناعة والطب والبحث العلمي ومجال الحاسب الألي، بل ها نحن نرى بدايات إشراك هذا العلم في مجالات الطاقة والزراعة والرعاية الصحية بدول عديدة حول العالم. لذا وجب أن يُستخدم هذ العلم «الذكاء الاصطناعي» في قطاع التعليم؛ وذلك لقدرته على إحداث ثورة في التعليم تنقله لمرحلة متقدمة لم يسبق أن اعتدنا عليها، وبالتالي نضمن تقدم عملية التعلم والتدريس تقدما استثنائيا، وتمكين الأجيال القادمة من احتراف التعامل مع الذكاء الاصطناعي ومجالاته، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبلا شك أَخذُ هذه الخطوة والقرار في الوقت الراهن أمر مهم وطارئ، فهذا العلم يتقدم في الدقيقة ألف مرة، فإما أنه يسبقنا أو نسبقه بإعداد بيئة مجتمعية مؤهلة من المعلمين والطلاب قادرين على التكيف، ودعم مجال الذكاء الاصطناعي في الحاضر والمستقبل، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الطاقم التدريسي والطلبة من فهم أساسيات وأبجديات هذا العلم، واكتساب وتعلم أخلاقياته، وكيفية التعامل مع مجالات الذكاء الاصطناعي؛ لتصب المنفعة على المجتمعات، وننتقل إلى مرحلة متقدمة من التعليم لم تُشهد من قبل، وذلك من خلال أخذ خطوة جادة في دمج التعليم ومجالات الذكاء الاصطناعي، وبالبدء في تدريسه وتطبيقيه، والإيمان بأهميته من قِبل المعلمين والطلاب والمجتمع.
ما النتيجة التي ستحدث في المستقبل بعد تبني هذه التوجه؟ سنصل إلى ذلك الوقت الذي نردد فيه: «ها نحن بعد سنوات عدة من سنة 2024 ننظر للمشهد والمجتمع التعليمي المتقدم الذي أصبح يسابق ويواكب العصر في تحقيق متطلباته، والارتقاء بجودة التعليم، وجاهزية الطاقم التدريسي والمتعلمين للتعامل والاستفادة من أحدث الابتكارات والممارسات في مجالات الذكاء الاصطناعي. أصبح جيلنا الحالي جيلا واعيا ومتعلما لأبجديات الذكاء الاصطناعي، وجاهزا لتحقيق النجاحات والإنجازات، وإكمال مسيرة التطور والتقدم والتميز والإبداع في مجال التعليم، الذي هو طريق المستقبل للمجتمعات، والمحرك الأول للتنمية المستدامة».