ما أكتبه هنا، هو عن ابنة حمدين صبّاحي، التي تحولت بقدرة قادر من ثائرة في ميدان التحرير، في أول امتلاءاته مع بداية الثورة، إلى مذيعة في برنامج (ولاد البلد) بقناة (صدى البلد) المصرية.

الحقيقة أنني لا أقدح في انتماءات ابنة حمدين صباحي الوطنية، ولا أشكك في أنها كانت ممن نزلوا إلى ميدان التحرير من 25 إلى 28 يناير، رغم عدم وجود دليل على ذلك، لكنها للأسف لبست ملابس أوسع من ملابسها الثورية، التي لم تميزها، لأن هناك ملايين المصريين نزلوا الميدان مثلها، لكنهم لم يتحولوا إلى مذيعين ومحللين سياسيين.

ابنة حمدين صباحي، تتحدث في برنامجها وكأن ثورة مصر هي ثورة (أبوها)، بل اتسعت دائرة وهمها، إلى أن صدقت نفسها بأنها مذيعة من الطراز الرفيع، إلى الحد الذي صارت فيه تخوض في البعد الحضاري لمصر، وسكيولوجية الشخصية المصرية، وشيئا فشيئا، صارت البنت تخوض في عالم الأزياء وعالم الأدب وعالم الفن، وأظن أنها لا تمانع في تحليل الأديان السماوية، فيما لو سمحت لها إدارة القناة بوقت أطول.

بأمانة كنت احترم قناة صدى البلد المصرية، بطروحاتها وبرامجها الحوارية المتنوعة والثرية قيمة وجودة، حتى رأيت برنامج البنت إياها.

مشكلة الإعلام العربي أنه باب ونوافذ مفتوحة، يدخل معها كل من هب ودب ليكون مذيعا ومحاورا، حتى لو لم يكن ذلك الشخص ليس أكثر من شخص نزل إلى ميدان التحرير وهو يحمل بيده لافتة (الشعب يريد إسقاط النظام).

قد أبلع ابنة حمدين صباحي مذيعة ومحللة في كل شيء، لكني عجزت أن أبلعها، بعد أن تحولت في برنامجها نفسه إلى مغنية، تظهر في البداية والنهاية.

طبعا لا مشكلة أبدا ما دام أن البنت "بتاعة" ثورة.