ترتفع الهمم وتتوق النفوس للعبادة في شهر رمضان المبارك الشهر الذي أنزل فيه القرآن وفتحت فيه أبواب الجنان وأغلقت به أبواب النيران وصفدت فيه الشياطين حيث يتسابق المتسابقون به على الأعمال الصالحة والتزود من الطاعات وكسب الحسنات فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلا الصوم فإن الله يجزي به الصائم فثوابه لا ينحصر تضعيفه على هذا العدد بل يضاعفه الله -عز وجل- أضعافاً كثيرة وذلك لأن ثوابه عظيم وفضله كبير فهنيئا لكل من صام وقام وأعتمر وتلا القرآن وكل من فطر الصائمين وتحرى ليلة القدر ليضاعف الله حسناته أضعاف كثيرة طالبا رضى الرحمن والعفو والغفران والعتق من النيران.

ومما يتطلب على المسلم أن يحافظ على هذه الحسنات التي بناها حتى صارت كالجبال ويحميها من معاول الهدم بسبب حصائد اللسان وذلك بالكف عن أعراض المسلمين وتجنب الغيبة والنميمة والهمز واللمز والكذب وقول الزور وتجنب الألفاظ النابية واللعان فأنها تأكل الحسنات كما تأكل النار الهشيم ومن الغبن والحسرة أن يجمع العابد ملايين الحسنات من مصلاه ومصحفه وصدقته وذكره وشكره وحسن عبادته ويقسمها على الناس فيصبح صائما تاليا داعيا ويمسي خاسرا مفلسا بسبب عثرات لسانه.

وقد يصعب على الناس تجنب زلات اللسان بالكلية ولا يسلم منها إلا من سلمه الله -عز وجل- إلا أن المجاهدة مطلوبة في تجنب كل حديث يجر إلى ما يكره أخاك فالرجل المبارك الذي يغير فاكهة المجالس من مرة الطعم إلى حلوة المذاق بطريقة دبلوماسية حتى يخوضوا في حديث غيره وبهذه الطريقة يكسب ود المتحدث ويحافظ على حسناته فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.


عموما ستبقى الحسنات في الميزان إذا ربط اللسان عن أعراض الناس وإلا فقل عليها السلام.