واحدة من أهم المشكلات التي يعاني منها الميدان التعليمي هي وجود ما يمكن تسميته (الحسابات الطفيلية) وأعني بها تلك الحسابات والمواقع التي تحاول إعلان أخبار الميدان بشكل عاجل من تعاميم أو تعليق للدراسة أو غير ذلك.

هذه الحسابات التي تتمصدر في أحيان كثيرة تحظى بمتابعة الملايين ويتناقل الناس منشوراتها رغم أنه لا يعرف من يديرها وما هي مرجعيتها الفكرية! وأظن أنه لو أجريت دراسة ميدانية حول أسباب الشائعات في الميدان التعليمي فإن هذه المواقع ستكون على رأس هذه الأسباب.

لكن يبقى السؤال المطروح هنا. ما الذي يدفع الناس للثقة بهذه الحسابات وعدم الذهاب مباشرة لحسابات الوزارة الرسمية؟


وللإجابة عن هذا السؤال يجدر بنا قراءة سلوك النشر فيها. فهذه الحسابات غير مقيدة بالطابع الرسمي الرصين بل هي تفاعلية تتحدث العامية وتستخدم الطرفة وتشارك المقالات التي تثير الجدليات الفكرية أو الاجتماعية وتطرح تساؤلات واستبيانات محركة باتجاه رغبات الناس، وفي وسط كل هذا تمرر منشورا مزيفا أو سؤالا يحث المتابعين على التذمر والشكوى أو خبرا مصاغا بطريقة غامضة بقصد إحداث سوء الفهم لدى المتلقي. ويبدو أن هذه الأساليب أثبتت نجاحها في جذب الناس من مختلف الشرائح وتكوين قاعدة متابعين متحمسين يرفعون نسبة التفاعل على المنشورات خلال جزء من الثانية!

هذه الحسابات في رأيي تلعب دورا كبيرا في إشاعة الأخبار المحبطة وفبركة المواقف على مدار الساعة وينبغي التحذير من التفاعل معها أو الاقتباس منها، كما ينبغي منافستها بحسابات قد تكون مشابهة شكلا وأسلوبا ولكنها مختلفة في الخط والتوجه بما يخدم المجتمع وأهداف التعليم.

بقي أن أقول إن هذه الحسابات تحظى كذلك بمتابعة عدد كبير من المثقفين والمؤثرين، ما يمنحها موثوقية مجانية، وأظن أننا هنا أمام إشكالية وعي تحتاج أيضا للمعالجة.